قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يرتكب أخطاء فادحة فيما يتعلق برده على محاولة الانقلاب في تركيا وإنه يخسر نتيجة لذلك دعم الأتراك لسعي بلادهم لنيل عضوية الاتحاد.
وتقول تركيا إن المخاوف التي عبرت عنها واشنطن والعواصم الأوروبية بشأن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها أنقرة عقب الانقلاب الفاشل مبالغ فيها بينما لم تكترث بمحاولة الانقلاب نفسها.
وقتل أكثر من 240 شخصا كثير منهم الكثير من المدنيين عندما قادت مجموعة من الجيش دبابات وطائرات حربية في محاولة للإطاحة بالحكومة يوم 15 يوليو تموز. ومنذ ذلك الحين تعرض أكثر من 60 ألفا من رجال الجيش والقضاء والموظفين للاعتقال أو الإيقاف عن العمل وخضع البعض للتحقيق.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع وكالة الأناضول الرسمية للأنباء “للأسف يرتكب الاتحاد الأوروبي بعض الأخطاء الفادحة. لقد رسبوا في اختبار ما بعد محاولة الانقلاب.”
وأضاف “دعم (الأتراك) لعضوية الاتحاد الأوروبي الذي كان يصل إلى حوالي 50 في المئة من السكان أعتقد أنه يبلغ الآن نحو 20 في المئة.”
وتقدمت محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ببطء منذ بداية 2005 مع تعبير الكثير من دول الاتحاد عن تشككها في استعداد تركيا للحصول على العضوية في المستقبل المنظور. وبالمثل شهد الدعم الداخلي في تركيا للانضمام للاتحاد تقلبات.
واتخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات مع روسيا حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لسان بطرسبرج في أول رحلة خارجية له بعد محاولة الانقلاب.
وتابع الغرب الزيارة عن كثب إذ يخشى البعض من أن يستغل بوتين وإردوغان هذا التقارب في ممارسة ضغوط على واشنطن والاتحاد الأوروبي وإثارة التوترات داخل حلف شمال الأطلسي الذي تحظى تركيا بعضويته.
* خسارة تركيا
وقال تشاووش أوغلو إن التقارب بين تركيا وروسيا لا يهدف إلى إزعاج أوروبا أو الولايات المتحدة. لكنه حذر الغرب من احتمال “خسارة” تركيا يوما ما.
وقال الوزير “إننا لا نصلح علاقاتنا بروسيا لإرسال رسالة للغرب.” وتابع “إذا خسر الغرب تركيا في يوم من الأيام فإن ذلك سيكون بسبب أخطائه وليس بسبب الروابط الجيدة لتركيا مع روسيا أو الصين أو العالم الإسلامي.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال يوم الثلاثاء إن بلاده ستخفض تدريجيا العقوبات التي فرضتها على أنقرة بعدما أسقطت الأخيرة طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر تشرين الثاني وأكد أن إعادة العلاقات إلى سابق عهدها قبل الأزمة يمثل أولوية.
وقال تشاووش أوغلو إنه يمكن لتركيا أن تجد أرضية مشتركة مع موسكو بشأن سوريا حيث يؤيد كل بلد الطرف الآخر في الصراع.
وقال “نتشابه في التفكير فيما يخص وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حل سياسي في سوريا وربما نفكر بشكل مختلف فيما يخص كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار.”
وأضاف تشاووش أوغلو أن تركيا تبني “آلية قوية” مع روسيا للوصول إلى حل في سوريا وأن وفدا يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والجيش والمخابرات سيزور روسيا يوم الأربعاء لإجراء محادثات.
رويترز