أبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته على أهبة الاستعداد في جبهتي سوريا ولبنان، غداة غارات جوية نفذتها مقاتلات إسرائيلية على أهداف للقوات السورية في ريف القنيطرة، في الوقت الذي يعقد فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماعا لأول مرة منذ شهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه الغارات جاءت ردا على زرع خلية من 4 أفراد عبوات ناسفة قرب خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن ما حدث في الجولان لا يقلل حالة التوتر على الحدود مع لبنان، بل يزيدها حدة، مشيرا إلى أنه لا يمكن الربط بين خلية الجولان وحزب الله اللبناني.
وأغارت مقاتلات إسرائيلية الليلة الماضية على مواقع استطلاع ووسائل جمع معلومات ومدافع مضادة للطائرات ووسائل قيادة وسيطرة تابعة لقوات النظام السوري.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام -من الحدود الإسرائيلية اللبنانية- إن الجيش الإسرائيلي يبدو في ذروة تأهبه واستعداده على طول الحدود مع لبنان وعلى جبهة الجولان، بما يعني أنها جبهة مفتوحة ومرشحة لكل الاحتمالات، بما فيها المواجهة الشاملة.
ونقل المراسل عن الجيش الإسرائيلي قوله إن قواته باقية على أهبة الاستعداد، ويواصل تعزيز مواقعه على طول الحدود بالمدفعية الثقيلة والدبابات والمدرعات وناقلات الجند تحسبا لأي طارئ، مشيرا إلى أن الهدف من هذه التعزيزات هو إمكانية الرد السريع على أي هجوم ينفذه حزب الله، إضافة إلى الجاهزية لاحتمالية تدهور الأمور إلى مواجهة شاملة.
وأفاد المراسل بأن الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع تابعة لجيش النظام السوري بالقنيطرة أمس الاثنين ربما تحمل في طياتها رسائل إسرائيلية مفادها أن زرع العبوات الناسفة قرب خط وقف إطلاق النار لم ينته فقط بقتل أعضاء هذه الخلية، وإنما يتحمل جيش النظام السوري المسؤولية عن هذه العملية، إذ تقول إسرائيل إنه المسؤول عن كل ما ينطلق من أراضيه.
وحسب المراسل، فإن إسرائيل ترى أن مليشيات إيرانية ومجموعات تابعة لحزب الله تحاول الانخراط في العمل العسكري من خلال الفيلق الأول التابع لجيش النظام السوري في الجولان، ومن خلال تجنيد مدنيين سوريين في القرى القريبة من خط وقف إطلاق النار، من أجل فتح جبهة عسكرية جديدة ضد إسرائيل من الجولان.
وأضاف إلياس كرام أن إسرائيل ترسل إشارة إلى الحكومة اللبنانية بأن أي هجوم من حزب الله يستهدف إسرائيل سيكون الرد عليه من خلال استهداف مرافق اقتصادية وإستراتيجية تابعة للدولة اللبنانية، وهذا ما هدد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه في أكثر من مناسبة.
وأشار المراسل إلى أن السياسة العامة في إسرائيل حاليا تحاول على ما يبدو فرض قواعد اشتباك جديدة، وتحديد خطوط جديدة لمعادلة الردع المتبادل بينها وبين حزب الله.
سياسيا، يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماعا لأول مرة منذ شهر، لمناقشة الوضع الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والحدود الجنوبية مع قطاع غزة، ويستمع المجلس لمسؤولي الدوائر الأمنية ويناقش مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية.
وقال مدير مكتب الجزيرة بالقدس وليد العمري إن الاجتماع يعكس الأهمية التي تعيرها الحكومة الإسرائيلية للوضع المتفاقم على الحدود مع سوريا ولبنان، وأيضا مع قطاع غزة، مضيفا أنه ليس من المتوقع أن تعلن قرارات عن هذا الاجتماع.
وأشار العمري إلى الظروف التي تمر بها توليفة حكومة نتنياهو الداخلية على خلفية الموازنة العامة وانتشار فيروس كورونا في إسرائيل والاحتجاجات التي تطالب نتنياهو بالاستقالة، وقال إن هذه الأحداث قد تدفع الحكومة الإسرائيلية للتصعيد لصرف أنظار الشارع الإسرائيلي عن مشاكله الداخلية نحو مشاكله الأمنية.
نقلا عن الجزيرة