“كميات كبيرة جداً من الأمطار على بعض مناطق سورية خلال المنخفض المقبل, قد تتجاوز 150ملم على السواحل والغاب, وتجتاز حاجز 100 على بعض مناطق سوريا الشمالية وأرياف حماة وإدلب الغربيين”.
هذا ما تنبأت به إحدى صفحات الأرصاد الجوية السورية على مواقع التواصل الاجتماعي, وذلك تبعا لمراقبة حركة هذا المنخفض المذكور واحتمالات وصوله إلى سوريا, مع العلم أن المنخفض سيؤثر أيضا على دول أخرى من حوض المتوسط وخاصة تركيا واليونان, ولكن مازالت النبوءات حاضرة من خلال تأثيره بشدة عالية على مناطق مركزة من سورية, عموما ووفقا لبعض المختصين في مواضيع الطقس والأحوال الجوية, فإن هذا الشتاء مازال مبشرا بكميات كبيرة من الأمطار والثلوج, وقد قدّروا كميات الهطول الثلجي والمطري على الأرض السورية بالجيدة في بعض المواقع والجيدة جدا في مواقع أخرى حتى هذه اللحظة.
وبالعودة إلى المنخفض القادم والتركيز على المناطق التي من المحتمل أن يؤثر عليها بشكل قوي, نجدها حاضرة في الشمال السوري, في كل من إدلب وريف حماة وريف حلب الغربي وجبال الأكراد والتركمان في الساحل السوري, حيث يتواجد المهجرون والنازحون حاليا, وسط ظروف إنسانية صعبة, فهناك المخيمات ونقص المحروقات ووسائل التدفئة, وبالتالي من الممكن أن نكون أمام مشكلة قادمة يجب الوقوف عندها لاتخاذ بعض التدابير العاجلة.
“محمد العواد” رجل أربعيني نازح من قرى سهل الغاب الشرقية, وهو يعيش اليوم مع أفراد عائلته الخمس في مخيمات قرية أطمة الحدودية مع تركيا, وبعد أن علم بالخبر الذي يتحدث عن عاصفة مطرية وثلجية محتملة في سورية قال لنا: “بالنسبة للعائلات التي تعيش في الخيام منذ فترة طويلة, فالأمر قد يبدو اعتياديا لأن ظروف كهذه طالما أثرت علينا, فقد عايشنا ظروف الأمطار والثلوج والبرد القارص, ولكن إن كانت كميات الأمطار المتوقعة غزيرة فقد تكون النتائج قاسية وصعبة على المشردين في الخيام التي لا تقي بردا ولا ثلجا ولا مطرا”.
مخاوف مشروعة عند “محمد العواد” لأنه يعلم تماما ماذا تعني كلمة هطولات غزيرة, وما مدى تأثيرها على النازحين, والجدير بالذكر أنه وعند كل منخفض يؤثر على البلاد تنتشر العديد من الصور لأطفال في المخيمات التي تقع في الداخل السوري, حيث تغرق أقدامهم الحافية وسط برك باردة من المياه والأوحال, في مشهد إنساني قاس ومحزن.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة, بما أن الأرصاد الجوية تتنبأ بقدوم هكذا منخفضات, لماذا لا نستبق الأمر بالقيام ببعض الإجراءات التي تكفل التخفيف من بعض معاناة النازحين؟
يجيبنا عن هذا السؤال المهندس يمان بيريني “29” عام، يعمل في جمعية إغاثية محلية ناشطة في ريف حلب الغربي:
“هذا السؤال يُطرح حتى في الدول الكبرى عندما تواجه أعاصير محتملة, علما أنها تملك إمكانيات هائلة, مقارنة بإمكانيات محدودة جدا في المناطق المحررة هنا, المسألة معقدة ولكن أستطيع أن أناشد المنظمات الداعمة التي تستطيع تقديم إمكانيات أكبر أن تجد حلا لمسألة الخيام واستبدالها جميعا بغرف مسبقة الصنع مع تقديم ما يلزم من وسائل تدفئة بالمعنى الحرفي”.
للأسف على ما يبدو أن الحلول تبقى مجرد مناشدات لتقديم مساعدات إضافية للنازحين والمهجرين, ورغم ذلك ننقل هذا السؤال بدورنا للجمعيات والمجالس المحلية المتكفلة بموضوع الخدمات أن تسارع بتقديم الحلول العاجلة التي تراها مناسبة ضمن الإمكانيات المتاحة لتجنيب الخيام القريبة من التجمعات السكنية أضرار هكذا عاصفة مطرية وثلجية محتملة في سورية.
فادي أبو الجود
المركز الصحفي السوري