أصدرت فصائل عسكرية وفعاليات مدنية وعشائرية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بيانا حذرت فيه من تحرك الميليشيات الإيرانية باتجاه الحدود الإدارية للمحافظة بهدف السيطرة عليها من “تنظيم الدولة”.
وأشار البيان، إلى أن “تقدم الميليشيات التابعة لإيران نحو دير الزور يعقد من مهمة الحرب على تنظيم الدولة، ويهدد السلم الأهلي ويقوض جهود الانتقال السياسي”، داعيا من سماها “القوى السياسية والعسكرية والمدنية من أبناء دير الزور إلى تشكيل قيادة سياسية وعسكرية موحدة لهزيمة تنظيم الدولة وإيقاف المشروع الإيراني”.
وأضاف البيان -الذي حصلت “عربي21” على نسخة منه- أنه وبعد ما يعرف بـ”اتفاق مناطق خفض التصعيد” في الخامس من أيار/مايو الفائت واستثناء مناطق حيوية من هذا الاتفاق، بات واضحا أن هدف العدو الإيراني هو توجيه ميلشياته الطائفية لاحتلال محافظة دير الزور الإستراتيجية تحقيقا لأطماع إيران التوسعية بربط مدن وعواصم عربية بطهران جغرافيا”.
احتلال إيراني
ولفت البيان إلى أن “التحركات الأخيرة للميليشيات الطائفية الموالية لإيران في الحدود العراقية السورية والقلمون الشرقي والبادية تشكل دليلا على ذلك”، مؤكدا رفضه لما سماه “الاحتلال الإيراني بكافة أشكاله، وأن الجيش السوري الحر من أبناء دير الزور وعشائرها الممثل الوحيد والشرعي لانتزاع المحافظة من تنظيم الدولة”.
وتعليقا على هذه التطورات، يقول القائد العسكري في المعارضة السورية المسلحة درغام الشيخ: “إن البيان الذي أصدره أبناء محافظة دير الزور جاء للتأكيد على وقوفهم في وجه المشروع الإيراني، خاصة بعد تصريحات القائد العسكري في ميليشيا الحشد الشعبي العراقية كريم النوري، الذي أكد قرب المعركة، التي ستتركز في مدينة البوكمال الواقعة بريف دير الزور”.
وأضاف الشيخ في حديثه لـ”عربي21” أن “انسحاب تنظيم الدولة من آلاف الكيلومترات لصالح قوات النظام والمليشيات الشيعية التابعة لإيران أدى إلى تسريع وتيرة تقدم هذه الميليشيات في مساحات واسعة في البادية، الأمر الذي دفع فصائل الجيش السوري الحر إلى إيقاف عملياته ضد التنظيم من أجل التصدي للتمدد الإيراني الذي يهدف إلى وصل الحدود السورية العراقية، لتأمين طريق مباشر لها نحو دمشق لنقل الأسلحة والمليشيات الأفغانية والباكستانية واللبنانية والعراقية التابعة لها عبر الحدود”.
صراع إقليمي
وتشهد البادية معارك عنيفة بين قوات النظام السوري المدعومة بمليشيات أجنبية، وبين فصائل من المعارضة السورية المسلحة، حيث يسعى الطرفان إلى السيطرة على أكبر مساحات ممكنة من البادية على حساب تنظيم الدولة.
وكانت قوات الأسد بدأت بالتحرك باتجاه دير الزور من جهة البادية، بتغطية جوية روسية، وبالتعاون مع الحكومة العراقية والميليشيات التابعة لإيران، والتي كثَّفت تصريحاتها عن قرب معركة الحدود العراقية السورية.
بدوره، يؤكد الناشط السياسي عمار مطرود، أن النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيين ينظرون إلى مدينة دير الزور “كحلقة وصل لا يمكن الاستغناء عنها، كونها نقطة وصل بين الأراضي الإيرانية مرورًا بالعراق ثم سوريا وصولًا لحزب الله في لبنان”.
وأضاف مطرود في حديث لـ”عربي21“، أن “الاستغناء عن مدينة دير الزور يعني إمكانية وصول الجيش السوري الحر إليها، وتوسيع مناطق نفوذه التي ستكون ممتدة من الجنوب حتى دير الزور، وبذلك قطع الطريق أمام إيران وخسارة النظام لآبار النفط، بالإضافة لخسارته الحدود مع العراق، وبالتالي فإن محافظة دير الزور أصبحت مركزًا تتسابق إليه القوى المحلية والإقليمية لطرد تنظيم الدولة والاستيلاء عليها للاستفادة من مواقعها وحقولها النفطية”.
مصير المدنيين
إلى ذلك تساءل عضو “مجموعة العمل من أجل سوريا” درويش خليفة، عن مصير المدنيين السوريين القاطنين بمناطق سيطرة النظام والذي يقدر عددهم بنحو 100 ألف نسمة، خاصة “بعد توقف إسقاط المساعدات التي بدأت في نيسان/أبريل من العام الماضي”.
كما تساءل في حديثه لـ”عربي21” عن مصير المدنيين في مناطق سيطرة تنظيم الدولة بالقول: “ماذا سيحل بالسوريين القاطنين في مناطق سيطرة التنظيم الذين سيتلقون الضربات الجوية من كل من يسلك الأجواء السورية بذريعة محاربة الإرهاب، الذي ينظرون له بعين واحدة، متناسين إرهاب الأسد وحلفائه الطائفيين”.
وأضاف خليفة أن “قوات تنظيم الدولة انحسرت في دير الزُّور والصحراء الشرقية، أما بالنسبة لإيران وحزب الله، فهي معركة تاريخية تحقق هدفهم في الهلال الشيعي المزعوم في حال السيطرة على الحدود العراقية السورية”.
وأشار إلى أن “معركة دير الزُّور كانت مؤجلة بالنسبة للنظام وحلفائه، إلا أن المصالحات المناطقية واتفاق المناطق الأربع أعطى للنظام فرصة لالتقاط أنفاسه والتفرغ للمعركة الأم في دير الزُّور الغنية بالنفط، والتي تشكل معبرا للحشد الشعبي الشيعي ولقوات الحرس الثوري الإيراني مرورا بالعراق فسوريا”.
يشار إلى أن القيادة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية، كانت أعلنت في وقت سابق عن عملية عسكرية ستبدأ في الفترة القادمة على الحدود السورية العراقية، سيشارك فيها كل من قوات الأسد والجيش العراقي، وبتغطية جوية من روسيا، وتنسيق عسكري من إيران، بهدف تأمين الخط البري السريع بين دمشق وبغداد بشكل أكبر، وفك الحصار عن مدينة دير الزور، حسب وصفها.
عربي 21