تجددت الاشتباكات اليوم بين قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي، والفصائل الثورية المعارضة في جبل التركمان (بايربوجاق) وفي منطقة قزيل داغ (الجبل الأحمر) وقرية غمام في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا.
ونقلاً عن ناشطين فإن قوات النظام تحاول السيطرة منذ مدة على قزيل داع شمالي الجبل نظرا لأهميتها الاستراتيجية بدعم بري إيراني بالإضافة للطيران الروسي، وقامت بإنزال جنود على القمة 45 القريبة من الجبل.
ومن جانب آخر نفى عمر عبد الله قائد لواء “السلطان عبد الحميد” لوكالة الأناضول ما يزعم حول سقوط منطقة “بايربوجاق” بيد قوات النظام، وصرح أن النظام سيطر على نصف تلة قزيل داع أما النصف الآخر فلازال تحت سيطرة المعارضة مع استمرار الاشتباكات.
وأفاد خبير سياسي تركي نقلاً عن وكالة الأناضول أن هدف النظام من السيطرة على جبل التركمان تكمن في محاولته عرقلة إنشاء مناطق آمنة في سوريا لحماية أرواح المدنيين.
وفي سياق ذلك قال الخبير الاستراتيجي والباحث في شؤون الشرق الأوسط بمركز الحكماء “علي سمين” للأناضول:” إنّ نظام الأسد يقوم بقصف المناطق التركمانية، بالتزامن مع إصرار القيادة التركية على مسألة إقامة المناطق الآمنة، التي تهدف إلى توفير ملجأ آمن للمدنيين.” حيث صعد وكثف النظام خلال الأيام القليلة الماضية من هجماته على جبل التركمان الذي تسيطر عليه المعارضة السورية منذ حوالي ثلاث سنوات، والتي جاءت بالتزامن مع تصريح لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول مشاركة بلاده في إنشاء مناطق عازلة في سوريا بالتنسيق مع تركيا.
ونتيجة لأعمال العنف والقصف التي يقوم بها النظام في الجبل، أرغم آلاف السكان التركمان على النزوح باتجاه الحدود التركية، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو خلال اجتماع عقد يوم أمس الأحد أن بلاده تعمل جاهدة وستقوم بكافة الإجراءات الدبلوماسية لضمان سلامة وبقاء التركمان في مناطقهم في ريف اللاذقية.
هذا و شهدت عدة مدن تركية منذ يومين مظاهرات حاشدة تنديدا واحتجاجا على القصف الروسي المكثف وهجمات قوات النظام السوري على الجبل، وعبر المتظاهرون عن غضبهم وسخطهم لما يصيب إخوانهم التركمان في سوريا. وفي إحصائية قامت بها أحزاب تركمانية سياسية فإن عدد التركمان في سورية يبلغ مايقارب 3 ملايين نسمة، معظمهم في اللاذقية وحلب والرقة وحمص ودمشق والجولان.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري