منذ بداية الحرب في سوريا ورأس النظام وحليفته روسيا يمارسون أقسى أنواع العنف في المناطق الخارجة عن سيطرتهم، إذ تعتبر المشافي والمراكز الطبية هدفاَ استراتيجياً مهماً لطائرات النظام وحليفته روسيا، لحرمان المدنيين في المناطق المحررة من أبسط حقوقهم وهو العلاج.
فقد أصبح القطاع الطبي في كل من إدلب وريفها يعاني من مشاكل عديدة منها, توقف بعض المراكز الطبية والمشافي الميدانية عن الخدمة بشكل كامل أو بشكل جزئي، بعد أن كانت تحاول قدر المستطاع أن تقدم خدماتها للجرحى والمرضى المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
أحصى “مكتب التوثيق” في المركز الصحفي السوري خروج العديد من المراكز الصحية؛ إثر غارات لطيران النظام وروسيا، منها: مشفى التجمع الطبي في مدينة بنش في ريف إدلب؛ نتيجة استهدافها بغارة جوية أدت إلى دمار واسع, ومشفى الأطفال والنسائية في بلدة ترمانين في ريف إدلب أيضاً, نتيجة استهدافه بغارة جوية من قبل الطيران الروسي؛ أسفرت عن أضرار مادية كبيرة وخروجه عن الخدمة, يضاف إلى ذلك خروج كل من مشفى الرحمة في خان شيخون ومشفى الشفاء في سراقب والوطني في جسر الشغور ومشفى الوطني في مدينة إدلب عن الخدمة بعد استهدافهم بعدة غارات جوية من قبل الطيران الحربي خلال عام 2016.
ولم تكن محافظة إدلب هي الوحيدة، إذ أحصى ” مكتب التوثيق” في المركز الصحفي السوري خروج العديد من المشافي عن الخدمة في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي ومنها: مشفى عابدين، المعروف باسم “مشفى حماه المركزي”.
إلى ذلك واستمراراً للحملة الممنهجة ضد المشافي في المناطق المحررة فقد أعلنت، صباح اليوم الثلاثاء، إدارة المشفى الجراحي في مدينة كفر تخاريم عن خروج المشفى الجراحي عن الخدمة بشكل كامل بعد استهدافه من قبل الطيران الحربي الروسي عند تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل بغارتين جويتين بالصواريخ الفراغية استهدفت إحداها ساحة الإسعاف بالمشفى، فيما استهدفت الثانية المبنى وأدت إلى دمار كبير في البناء والمعدات، فضلاً عن إصابة الكادر الطبي في المشفى الذي يعتبر الوحيد من نوعه في ريف إدلب الشمالي ويقدم خدماته الطبية لأكثر من 300 ألف مدني في محافظة إدلب.
علماً أنه وبسبب القصف المستمر والهجوم العنيف من قبل طائرات النظام وحليفته روسيا على المراكز الطبية والمشافي الميدانية يضطر الأطباء في معظم الأحيان إلى تحويل المصابين والجرحى إلى المشافي التركية للعلاج، خاصة لعدم توفر بعض الأقسام الطبية ومن أهمها “قسم الأشعة”، وغياب الأقسام التي بإمكانها استيعاب أعداد المرضى الكبيرة ونقص الأدوية وتفشي الأوبئة والهجمات الكيميائية، وليست نقص الأجهزة والمعدات هي المشكلة الوحيدة ،بل نقص اليد العاملة في المجال الطبي بعد أن أصبحت مهنة الطب هي المهنة الأكثر خطراً على العاملين فيها.
ليبقى التساؤل متى ستنتهي هذه الآلام والأوجاع، ألا يوجد هناك حق أبسط من حق الإنسان في العلاج، ألا يكفي صمت العالم أمام كل هذه المشاهد الدموية… لتبقى الجريمة مستمرة دون أي رادعٍ أو ضمير؟؟.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر