“بيقتلوا القتيل وبيمشوا بجنازتو”..النظام هجّر أهالي حلب وجهّز لهم مراكز إيواء في مناطقه

 

“أكد المهندس حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة اهتمام الحكومة بأبناء حلب، وخاصة الأهالي الذين يخرجون من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، وحرصها على تقديم الرعاية والخدمات لهم وتوفير مراكز الإيواء اللازمة وتزويدها بجميع المتطلبات الإغاثية.”، جاء ذلك وفق مانقلته جريدة البعث التابعة للنظام إثر وفود عشرات العائلات باتجاه مناطق سيطرة النظام بعد خسارة الثوار لحيي هنانو والصاخور والحيدرية وجبل بدرو وبعض الأبنية من المناطق المجاورة.

وينطبق عليهم المثل الشعبي “يقتلون القتيل ويمشون بجنازته”، فالعالم بأجمعه شاهد على جرائم النظام عبر طائراته ومدفعياته الحربية التي استخدمها بطاقاتها القصوى لتهجير المدنيين من تلك الأحياء والسيطرة عليها، وكعادة إعلامه الزائف يروج لأعماله الإنسانية التي تظهر فقط في مناطق سيطرته وربما لساعات معدودة ريثما تنتهي عملية التصوير والتوثيق لتنتهي معها مسرحية المباهاة وتلميع الصورة المشوهة التي أعيت من شاهدها من خلال سياسة الكذب والتلفيق وإرجاع أسباب فشلهم لما يسمونهم بالمجموعات المسلحة.
ويعود النظام ليناقض نفسه، فيجهز مراكز لإيواء مهجري حلب الشرقية، ويضمن حرصه على تقديم التسهيلات والأمور الإغاثية من خلال العمل المتواصل والمنظم، وإيجاد مراكز جديدة للإيواء وتخديمها بوسائل النقل، وتجهيز المدارس للأطفال وصيانتها وتزويدها بالمستلزمات المدرسية من حقائب ووسائل تعليم وتوزيع السلل الغذائية على المحتاجين، بحسب الوزير مخلوف.

وربما غفل عنهم سبب ترك تلك العائلات بيوتها في هذه الظروف الصعبة رغم أنهم صبروا على حياة الحرب والحصار، واعتادوا الحرمان والجوع وتحملوا برد الشتاء دون أي وسائل للتدفئة، لكن ما أجبرهم على ذلك تقدم قوات النظام تحت غطاء جوي مكثف وبمساندة الحليفة روسيا والميليشيات الأخرى من إيران ولبنان والعراق، فما كان أمام البعض من خيار للخلاص سوى التوجه لمناطق النظام ليسلموا بأنفسهم وحياة أطفالهم، لأن الأحياء المحررة الشرقية المحاصرة ليست أفضل حالا، فعشرات الغارات والمجازر تنتظرهم على مدار الساعة، ومعظم من لجأوا لمناطق النظام نساء وأطفال ورجال كبار بالسن وبعضهم جرحى نتيجة الغارات.

تقول أم أحمد من حي الصاخور بعد أن رفضت الهرب باتجاه مناطق النظام:” لم يتوقف عن قصفنا لا في الليل ولا في النهار، وينتظرنا مصير مجهول لانعلم ما سيؤول بنا الحال في ظروف الحصار القاسية، نعيش حياة أشبه بجحيم دون طعام وتدفئة وما يزيد معاناتنا القصف وتقدم النظام باتجاهنا، خطر محدق يلم بنا ومن من أحد شفق لحالتنا، ورغم ذلك يستقبل النظام النازحين في مناطقه وكأنه لم يفعل شيئا، وكأن طائراته لم تقتل أطفالنا ولم ترمل نساءنا، أسلوب وقح يعبر عن مدى انعدام الإنسانية وسط سياسة مسيرة لخدمة مصالحه في الدرجة الأولى”.

مستقبل مجهول، ومعطيات على أرض الواقع لا تبشر بالخير، فحلب الشهباء بعد أشهر من الحصار دفعت مئات الأرواح في سبيل البقاء على أرضها، تسقط تباعا وعلى مرأى العالم والقادة دون أي تحرك يضمن على الأقل سلامة من بقي منهم، فالأيام القادمة كفيلة بتوضيح المخططات الدولية التي استبعد الشعب منها.

المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist