بيان جبهة النصرة حول احتجاز 45 من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “UNDOF”
الحمد لله الذي أمرنا أن نحكم بين الناس بالعدل، وشرع لنا الرد على الاعتداء بالمثل، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد؛
فقد مرت أكثر من ثلاثة أعوام على جهاد أهل الشام المبارك ضد العدو النصيري الصائل على دماء المسلمين وأموالهم، قدَّم خلالها أهل الشام -وما زالوا- التضحيات الجسام، لرد عادية النصيرية اللئام، رغم قلة النصير وتخاذل الشرق والغرب، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى مدار تلك السنوات تظاهرت منظمة “الأمم المتحدة” بالوقوف مع أهل الشام في ثورتهم ونضالهم ضد النظام النصيري المجرم، ورغم ذلك لم ينل أهل الشام منها إلا التصريحات المجردة والكلمات الجوفاء متجاهلين تمامًا كل ما ارتكبه ويرتكبه العدو النصيري الغاشم من جرائم ومجازر بحق المسلمين العزل من شيوخ ونساء وأطفال، فلا السلاح الكيماوي حرَّك قراراتهم، ولا براميل الموت المتفجرة التي حصدت آلاف الأرواح البريئة، ولا صور التعذيب في غياهب السجون، ولا عشرات المجازر الجماعية في حق النساء والأطفال، ولا ملايين المهجَّرين والنازحين ممن لا يجدون مأوًى ولا غذاءً؛ كل ذلك لم يحرك قرارًا واحدًا ذا جدوى يوقف هذه الجرائم المرتكبة من قبل النظام النصيري الإجرامي بحق أهل الشام.
وبالمقابل؛ اتخذت منظمة “الأمم المتحدة” -وبالإجماع- عدة قرارات تجاه المجاهدين الذين قاموا لدفع هذا العدو الصائل عن أهل السنة بأرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون، فتارة يفرضون على “جبهة النصرة” العقوبات، وتارة يضعونهم على قائمة الإرهاب، وما نقموا منهم إلا جهادهم ضد الظالم المعتدي، وقتالهم لجنده وشبيحته، وتخليصهم العباد والبلاد من معسكراته وسجونه وحواجزه، فمن يدافع عن المظلوم ويدفع عن البريء هو الإرهابي المجرم في حكم هؤلاء {أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
حتى قاموا أخيرًا بإدراج جبهة النصرة تحت الفصل السابع والذي يعد خطوة عملية للتدخل المباشر وإجهاض جهاد أهل الشام، وبدأت تحضيراتهم العملية وتحالفاتهم الدولية لضرب أهل الشام وإجهاض المشروع الإسلامي الذي يسعى إليه المجاهدون وتتطلع إليه قلوب المسلمين، وذلك ليتم تثبيت النظام الإجرامي الحالي مع تسورر ويكرِّس مأساةً جديدةً لأهل الشام تُضيع الجهود والتضحيات التي قُدمت من أهل الشام بل ومن كل أمة الإسلام لأكثر من ثلاثة أعوام.
وعلى مدار التاريخ المعاصر ما رأينا الفصل السابع استُخدم إلا في حق المسلمين، فجرائم إبادة المسلمين في أفريقيا الوسطى وفي بورما تجري على مرأى ومسمع من العالم كله ولم تحرك الأمم المتحدة ساكنًا، وقصف الصهاينة اليهود لغزة ومجازرهم هناك ما زالت متواصلة ولم نسمع عن الفصل السابع! ولن نسمع؛ وجرائم النظام النصيري الغاشم وحلفائه من حزب إيران وغيرهم تجري بشكل يومي وباعتراف المنظمات الدولية وغيرها ولم نسمع عن الفصل السابع؛ ذلك ليعلم المسلمون أن مثل هذه القرارات الدولية لا تُستخدم إلا ضدهم وضد جهادهم ليظلوا تابعين أذلاء لقوى الكفر العالمي ينهبون ثرواتهم وخيرات أرضهم ويتحكمون في رقابهم وحياتهم كيفما شاؤوا.
فردًّا على كل ما سبق من جرائم وتواطؤ للأمم المتحدة بحق الشام وأهله، قامت جبهة النصرة باحتجاز 45 من قوات مراقبة فض الاشتباك “UNDOF” التابعة للأمم المتحدة، تلك القوات التي فُرضت على أهل الشام منذ عام 1974 لضمان أمن وحماية حدود الكيان الصهيوني المغتصِب لديار المسلمين، وفي نفس الوقت تجاهلت تمامًا دماء المسلمين التي تراق يوميًّا على الجانب الآخر من الحد، بل وتواطأت مع الجيش النصيري وسهَّلت له الحركة والتنقل لضرب المسلمين المستضعفين عبر ما يسمونه بـ”المنطقة العازلة”.. ولعدة مرات.
ونؤكد أن المحتجزين في مكان آمن، وفي حالة صحية جيدة، ويقدَّم لهم ما يحتاجونه من طعام وعلاج، فديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الإحسان لمن بأيدينا من الأسرى، يقول الله تعالى عن المؤمنين: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.