ما يحدث من إجراءات مشددة للنظام في حماة ترافق مع انتشار شائعات كبيرة بين الناس بقرب دخول قوات المعارضة المدينة، مما دفع السكان لشراء المواد التموينية والأدوية الضرورية بكميات كبيرة تحسبا لما قد يجري.
بعد تحرير مدينة إدلب، تصاعدت حالة الترقب وأجواء التوتر في حماة، حيث استقدمت قوات نظام بشار الأسد تعزيزات كبيرة تحسبا لما يتحدث عنه الكثيرون من هجوم محتمل تشنه المعارضة المسلحة، يقابله حشد لقوات النظام السوري.
وحسب عضو المركز الإعلامي لكتلة أحرار حماة أبو فاروق الحموي، فإن قوات النظام قامت الاثنين الماضي بإغلاق مداخل المدينة ومخارجها، ومنعت دخول أو خروج أي شخص من وإلى المدينة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت “كان جواب عناصر النظام على الحواجز لدى سؤال الناس عن سبب تلك التحصينات أن مدينة حماة أصبحت منطقة عسكرية بالكامل، كما بدأت قوات النظام إغلاق الطرق من الساعة السابعة مساء، فارضة حظر تجوال يستمر حتى الثامنة صباحا، يتزامن كل هذا مع تدقيق كبير على الحواجز داخل المدينة، حيث يتم تفتيش السيارات والاطلاع على البطاقات الشخصية للمواطنين”.
ويتابع “جرت حملة مداهمات واعتقالات في عدة أحياء من المدينة كحي جنوب الملعب والقصور والبياض وتم تغيير الضباط المسؤولين عن الحواجز واستبدالهم بضباط آخرين، كما قاموا بتحصين السواتر الترابية ،وتم رفعها بشكل كبير على الحواجز”.
تعميم وتخوف
وحصل المركز الإعلامي لكتلة أحرار حماة على نسخة من التعميم الصادر عن قيادة شرطة محافظة حماة بتاريخ 11 من الشهر الجاري الذي توجه فيه القيادة تحذيرا إلى وحداتها في المدينة بشأن احتمال حصول اقتحام من قبل “تنظيم داعش الإرهابي وذلك بالاعتماد على الخلايا النائمة ضمن مدينة حماة”.
وحسب نص التعميم المذكور، فإن الهجوم الذي تتوقعه قوات النظام على مدينة حماة سيتزامن مع “فتح عدة جبهات ومنها جبهة الغاب ومحاولة قطع الإمداد عن منطقة جسر الشغور-أريحا-المسطومة، وكذلك فتح جبهة تلملح-الجبين-الحماميات، من خلال بلدات كفرزيتا-اللطامنة-الهبيط التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المسلحة”.
ويرى أبو محمد الحسني -القائد اللوجستي للواء سور العاصي- أن في التعميم ما يثير شكوكا، فهو بحسبه يفترض تنسيقا بين التنظيم وجبهة النصرة وفصائل أخرى “والواقع أنه لا يوجد أي تنسيق معهم والتنظيم على عداء مع تلك الجهات الأخرى، إضافة إلى أن الاقتحام في حال حصوله لا يحدد موعده مسبقا بتاريخ محدد”، حسب قوله.
شائعات
ما يحصل من إجراءات مشددة للنظام ترافق مع انتشار شائعات كبيرة بين الناس بقرب دخول قوات المعارضة المدينة، وأصبح ذلك حديث الشارع وشغله الشاغل، وبات كثيرون يأخذون احتياطاتهم فقاموا بشراء المواد التموينية والأدوية الضرورية بكميات كبيرة تحسبا لما قد يجري.
لكن زياد الحموي -ناشط من المدينة- يؤكد أنه تواصل مع عدد من قادة الجيش الحر في المحافظة وسألهم عن مدى صحة نيتهم للدخول إلى المدينة، فكان جوابهم بالنفي وبأنهم حاليا لا يملكون القدرة من حيث العتاد والسلاح للدخول في معركة كهذه، حسب قوله.
وأضاف الحموي للجزيرة نت “حاول الكثير من ناشطي المدينة طمأنة أهالي حماة على صفحات التواصل الاجتماعي بإصدار بيانات بهذا الخصوص، وإثبات أن كل ذلك مجرد شائعة من النظام ولا أصل له من الصحة، ولكن ما يجري في المدينة من تشديد وإجراءات أمنية يعزز تلك الرواية لدى الناس ويخلق أجواء متزايدة من الترقب والتوتر.
المصدر : الجزيرة