دعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الثلاثاء، إلى ضرورة إبقاء الحدود مفتوحة والعمل بمسؤولية وتضامن مع اللاجئين إلى أوروبا.
واعرب بان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغايو في العاصمة مدريد، عن قلقه من تدهور أحوال اللاجئين، الذي يطرقون أبواب أوروبا، في ظل تزايد القيود الحدودية عليهم.
وأكد بان ان “قضايا اللاجئين، ستكون إحدى القضايا الرئيسية في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في نيويورك 19 أيلول المقبل”.
وأعلنت اليونان, منذ ايام, أن أكثر من 5 الاف شخص عالقون في مخيم ايدوميني على الحدود الشمالية مع مقدونيا، على خلفية قرار عدد من الدول تحديد عدد المهاجرين الذين يمكنهم العبور في أراضيها, قبل ان تبدي قلقها من ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تقطعت بهم السبل على أراضيها، إلى 70 ألفاً في آذار المقبل, بسبب الحصص الجديدة التي فرضتها دول البلقان لعبورهم أراضيها.
وفي الملف السوري، لفت بان إلى أهمية “الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا”، معربا عن “تفاؤله باحترام الاتفاق من قبل الأطراف المعنية، رغم بعض الحوادث المعزولة”.
وكان اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في سوريا دخل حيز التنفيذ في وقت مبكر من يوم السبت 27 شباط، عقب ساعات على تبني مجلس الأمن القرار رقم 2268 الداعم لوقف إطلاق النار في سورية والاستمرار في المحادثات السياسية.
وعن إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا، قال بان إنه “قلق إزاء الأوضاع التي يعيشها نحو نصف مليون سوري في المناطق المحاصرة، ولا بد من أن يتم السعي للوصول إليهم جميعا، فقد تم إيصال المساعدات حتى اللحظة، إلى 80 ألف شخص، في حين سيتم العمل خلال الأيام الليلة المقبلة إلى إيصال المساعدات إلى أكثر من 150 الف شخص آخر”.
وكانت الأمم المتحدة, قالت يوم الأحد الماضي “جاهزون لتسليم مساعدات قريبا للمناطق الصعبة في سوريا، وخطط لإنقاذ 154 ألف شخص بالمناطق المحاصرة في الأيام المقبلة”.
ودخلت قافلة مساعدات إلى بلدة المعضمية في ريف دمشق يوم الاثنين، لتكون بذلك أول قافلة مساعدات تدخل للمناطق المحاصرة منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وبدوره، اكد وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغايو، ان بلاده ملتزمة تماما بواجباتها تحت مظلة الأمم المتحدة، مشيرا في هذا السياق إلى انها كانت نشيطة جدا في عام 2015 لاسيما بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الامن للعامين 2015-2016.
وقال مارغايو ان “اسبانيا رحبت باتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وتأمل أن يتم احترام جميع بنوده، ولاسيما إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل دون عائق للمحتاجين”، واصفاً الاتفاق بانه “بالغ الهشاشة”.
وأعرب مارياغو عن أمله في أن يمثل ذلك أيضا فرصة لاستئناف الحوار السياسي، والتوصل إلى حل تفاوضي من شأنه إنهاء الحرب، التي دامت خمس سنوات، مشددا في هذا السياق على أن “إسبانيا لطالما رفضت الحل العسكري، واعتبرت ان الحل السياسي هو الحل الوحيدة للأزمة في ذلك البلد”.
وكان المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا أعلن عن استئناف جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف في السابع من آذار الحالي، قبل ان يعلن تأجيلها لأسباب لوجيستية وفنية إلى التاسع من الشهر نفسه.
وعن اللاجئين، قال مارغايو ان “تلك القضية تعتبر من التحديات الاخلاقية والقانونية من الدرجة الأولى” منوهاً إلى أنه “ومن الواضح أن أوروبا لم تقدم حتى اللحظة استجابة مرضية لهذه المشكلة”.
واعتبر الوزير الاسباني المنتهية ولايته على أن “أزمة اللاجئين ليست مشكلة تتعلق بدولة واحدة، بل هي أزمة متعددة الأبعاد تتطلب استجابة دولية مشتركة ومنسقة”.
ويعاني اللاجئون في عدد من الدول الاوروبية خاصة المجر وكرواتيا وصربيا وسلوفينيا والتشيك، ظروفا “صعبة” ، دفعت اليونيسيف إلى التحذير من المخاطر التي قد تصيب الأطفال نتيجة الظروف المناخية الصعبة وسياسات التشدد التي تقوم بها هذه الدول.
وفرضت أزمة الهجرة غير المسبوقة على الدول الأوربية تشديد الرقابة على حدودها، خاصة السويد والدانمارك وبلجيكا, فيما تعتبر ألمانيا من أكثر الدول الأوربية استقبالا للاجئين، حيث بلغ عددهم حتى نهاية العام المنصرم زهاء 1,1 مليون شخص، حيث واجهت ميركل انتقادات بسبب سياستها تجاه اللاجئين، وطالبها البعض باتخاذ اجراءات صارمة للحد من تدفق اللاجئين, قبل قيام برلين بتعديل قانون اللجوء فيها مقيدة عملية لم شمل اللاجئين.
سيريانيوز