في تطور جديد لقضية قتل الطفل توفيق الياس ابراهيم الآغا (العربية.نت 28 نوفمبر 2015) والذي ذهب ضحية قنبلة رماها جوني بدّوع في كنيسة مار أندراوس في اللاذقية الساحلية السورية، انتقاماً منه على اشتباك وقع مابينه وبعض الشبان داخل حرم الكنيسة. فقد تبيّن أن القاتل جوني بدوع، وباعتراف شقيقه فادي بدوع، هو من متطوّعي الأسد على جبهات اللاذقية.
وكان شقيق القاتل يرد على الأب الياس شربك، في مداخلة هاتفية على إحدى الإذاعات السورية المحلية، ورداً على سؤال من مذيع الحلقة، يتعلق بالطريقة التي حصل فيها على القنابل والأسلحة، فقال فادي: “أخي تطوع 8 أشهر مع بعض الكتائب الحزبية على جبهات اللاذقية” وأضاف: “من الطبيعي أن يكون لديه هذه القنابل كونه خدم في تلك الكتائب” التابعة لنظام الأسد، وعددها في المنطقة لا يُحصى.
وعلى الرغم من أن الأب الياس شربك، قد صرّح بأنه كاد يتعرض لطعنة قاتلة من القاتل، وأنه لولا تدخل الشبان في الكنيسة لكان تمكن القاتل منه، إلا أن شقيق القاتل نفى علمه بأن يكون مع شقيقه تلك السكين التي تحدث عنها الأب شربك. مما حدا بالأخير للرد قائلا: “وهل أنا أتيت بكلام غير صحيح كي يرد علي فادي؟”.
وحاولت جهات كثيرة في محافظة اللاذقية، أن “تُلبس” عملية قتل الطفل للمعارضة السورية أو “داعش”، خصوصا أن اللاذقية هي بيئة حاضنة للنظام السوري، وفيها الكثير ممن يمكن أن يتقدموا بشهادات مزورة لصالح النظام وتلبيس الجريمة لخصومه. لكن تصريحات الأب الياس شربك “أربكت” النظام السوري في اللاذقية، فقامت المخابرات العسكرية بإلقاء القبض على القاتل وإيداعه بالمستشفى بحجة تعرّضه للضرب من قبل “خمسين شاباً” كما قال الأخ ونفاه الأب شربك قاطعاً: “أنا لم أر أحدا يضرب أي أحد” وأكّد أن القاتل بعدما رمى القنبلة الأولى قال: “وهذه هي القنبلة الأولى” تلك التي قتلت الطفل توفيق، وحاول رمي الثانية، وكانت أكثر خطراً من الأولى لأنها “قنبلة هجومية” فنجح الموجودون بنزع القنبلة من يده قبل أن يسحب صاعقها، ولو حدث الأمر لكان القتلى بالعشرات، خصوصا أن الكنيسة كانت مكتظة بالرعايا الذين حضروا من أجل إحياء مناسبة اجتماعية.
وتعيد فاجعة قتل الطفل توفيق الذي لم يكمل بعد عامه الخامس، على يد أحد عناصر ومتطوعي كتائب الأسد في اللاذقية تسليط الضوء على انتشار الجريمة والسلاح في مسقط رأس الأسد، بسبب سعي الأخير لتسليح أنصاره ومنحهم امتيازات تصل حد إدخال القنابل إلى دور العبادة، واستخدامها لإنهاء الخلافات الشخصية.
فقد تحول مسقط رأس الأسد إلى ساحة مفتوحة لتجارة السلاح وتوزيعه واستخدامه على نطاق واسع، حتى يتساءل البعض ومن أنصار الأسد أنفسهم عن مستقبل محافظتهم بعد انتشار مسلحي النظام وممارستهم لمختلف أشكال الإرهاب ضد أبناء منطقتهم. ومنها حادثة قيام أحد أبناء عمومة الرئيس السوري بقتل العقيد حسان الشيخ فقط لخلاف على أفضلية المرور، فقام المدعو سليمان هلال الأسد بإطلاق النار على عقيد من جيش النظام أمام أعين المارة الذين ذهلوا لحجم الجريمة مابين “أسدي” وضابط تابع لجيش الأسد.
وتنقل أوساط من محافظة اللاذقية تخوفها من أن تقوم الاستخبارات العسكرية بلفلفة القضية بعد قيامها بإيداع القاتل جوني في المستشفى بحجة تعرضه للضرب. وأنها مثل قضية سليمان هلال الأسد، قاتل العقيد الشيخ، قد تتحول “ضد مجهول” أو يتم تجاهلها ريثما يحل الوقت المناسب فيتم الإفراج عن القتلة.
العربية نت