دعا صلاح الدين ديمرطاش، زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي» الجناح السياسي لـ «حزب العمال الكردستاني»، القوى الكردية في المنطقة إلى إنهاء خلافاتها والبدء بخطوات إبرام «اتفاق قومي»، فيما أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن الأكراد مقسّمون من دون إرادتهم ويحتاجون إلى السلام لدفع مسار قضيتهم إلى الأمام.
ووصل ديمرطاش إلى اربيل أول من أمس لبحث القضايا الخلافية في ملفات عدة تتعلق بالعقبات التي تواجه عملية السلام في تركيا، وإنهاء التوتر القائم منذ سنوات بين «حزب العمال» والحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني حول التقاطعات في إستراتيجية إدارة ملف القضية الكردية في المنطقة.
وجاء في بيان لرئاسة الإقليم أن «دميرطاش دعا خلال لقائه بارزاني إلى تكثيف جهوده مرة أخرى لاستئناف عملية السلام، وأن يكون باعتباره الأخ الأكبر داعماً للحوار بين القوى السياسية». وأشار إلى أن «الهدف من الزيارة هو البدء بالحوار بين القوى الكردستانية، حيث تم إعداد مشروع بهذا الخصوص، والجميع يتحمل المسؤولية، ونؤكد أن تبادل التهم في الخطاب الإعلامي يلعب دوراً سلبياً لا يصب في مصلحة وحدة الصف، وقد ملّت شعوبنا من هذا الخطاب».
ونقل البيان عن بارزاني إن «الشعب الكردستاني مقسّم من دون إرادته، كلنا حارب من أجل البقاء وتمكن من الحفاظ على هويته، ونحن في مرحلة الحفاظ على المنجزات ودفع قضيتنا إلى الأمام. إننا في حاجة إلى السلام وليس الحرب». ولفت إلى أنه «إذا كنا نعتب على القوى والدول الكبرى في المراحل السابقة، فإننا اليوم يتوجب علينا أن نلوم أنفسنا أولاً، فالحرب لن تفضي إلى نتيجة سوى الدمار»، وأعرب عن استعداده «للتوسط من أجل استئناف عملية السلام»، في إشارة إلى النزاع الدائرة حالياً بين الأكراد والحكومة التركية.
وعقد ديمرطاش سلسلة اجتماعات مع قادة القوى السياسية ورئيس الحكومة في الإقليم، وكشف خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه بقيادات حزب بارزاني إن «الديموقراطي أبدى استعداده لدعمنا، وهذه نقطة مهمة لمصلحة الديموقراطية، وتحتم علينا أن نطمئن شعوبنا بأنه مهما اختلفنا في الأيديولوجية فإن علينا أن نحافظ على روح الأخوة وإيجاد الحلول لنقاط الخلاف، والعمل على إبرام اتفاق قومي».
وذكر فاضل ميراني سكرتير الحزب: «لدينا نقاط مشتركة ونعمل على حل المشاكل في أجزاء كردستان الكبرى الأربعة، (أي) الأكراد في العراق وسورية وتركيا وإيران، هذه الحوارات أفضل السبل لحل الخلافات التي زرعها الأعداء، وسياسة لي الأذرع التي نشأت في ما بيننا».
وبعد اربيل توجّه ديمرطاش إلى السليمانية لإجراء محادثات مع قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني وحركة «التغيير» بقيادة نوشيروان مصطفى.
ووصف برهم صالح القيادي في حزب طالباني بعد لقائه ديمرطاش الزيارة في بيان بأنها «تحمل أهمية خاصة باعتبار ديمرطاش يمثّل رمزاً للنضال المدني والديموقراطي في كل أجزاء كردستان»، مشيراً إلى أن «الجانبين أكدا أن يكون للكرد دور يوازي ثقلهم. تهميشهم لن يخدم الاستقرار وترسيخ نظام أمني متوازن طويل الأمد … لن تحل مشاكلنا بالحروب، وقد انتهى عهد المآسي واضطهاد الكرد».
في غضون ذلك (رويترز)، واصلت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلين زيارتها للعراق أمس الجمعة حيث اجتمعت مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل لمناقشة هجوم الموصل الوشيك.
وتدعم ألمانيا مقاتلي «البيشمركة» الأكراد بالتدريب والسلاح لمساعدتهم في محاربة تنظيم «داعش».
وقالت الوزيرة الألمانية في مؤتمر صحافي مشترك: «ستكون البيشمركة قوة مهمة في هذه المعركة للسيطرة على الموصل… إنه لشيء طيب أن نسمع عن الترتيبات الوثيقة بين إقليم كردستان والحكومة العراقية الاتحادية».
الحياة