فقط في حكومة النظام السوري، ينفي وزير التموين ارتفاع الغاز المنزلي صباحا، حتى إذا ما غابت شمس اليوم، خرج قرار جديد عكّر المساء المظلم للأهالي برفع ثمن جرة الغاز المنزلي أربعة “أضعاف”.
فقط في حكومة النظام السوري ترتفع أسعار الكهرباء والغاز في يوم واحد، عندها لا يختم وزير “حماية المستهلك”، أو ” نهب المستهلك” منشوره المعتاد بعد كل مراوغة بـ” تفضلوا بالقبول بفائق الاحترام”. على أي صوت ينصت الأهالي، على صوت الغلاء أم على صوت الانفراج؟
رفعت حكومة النظام السوري في يوم واحد سعر الكهرباء والغاز. فوزير الكهرباء بحكومة النظام أصدر قرارا بزيادتها شملت الاستهلاك المنزلي بنسبة 100 بالمئة، وأصبحت الشريحة الأولى ليرتين بعد أن كانت ليرة واحدة. والشريحة الثانية كانت 3 وأصبحت 6، والثالثة 6 وأصبحت 20، والرابعة 10 وأصبحت 90 والأخيرة 25 وأصبحت 150، وتطبق التعرفة اعتبارا من الإثنين 1 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي نفس اليوم الإثنين 1 نوفمبر، ينفي صباحا وزير التموين بحكومة النظام الإشاعات عن نية رفع الغاز المنزلي، ليعطي الناس فسحة للتنفس وقبول القرار بمراوغة تكتشف خيوطها مساء، حين أمسى وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وحامل لواء التنفيس عن هموم المواطنين عمرو سالم، بقرار عكّر صفو مساء الأهالي الخالي من الكهرباء، نقلا عن وزير النفط والثروة المعدنية برفع جرة الغاز لـ9700 ليرة.
الوزير المراوغ سالم الذي كثيرا ما يستخدم منصته على فيسبوك لإعطاء حقن مخدرة بوعوده بالوقوف لجانب المواطنين وتخفيض الأسعار، وضبط الفساد ومحاربة اللصوص والاحتكار، ويختم منشوراته بعبارة منمقة لم يعهدها السوريون من وزير على فيسبوك، وأن يرد على تعليقات الناس ويتقرب منهم، لكنه يفاجئهم بعدها برفع الأسعار.
بل أصبح يثير السخرية مؤخرا بسبب التناقض أو الانفصام الذي أبداه عندما قارن منذ يومين أسعار زيت دوار الشمس بالإمارات أنه أرخص منه في دمشق ب4 آلاف ليرة سورية. ليرد عليه أبسط المواطنين، ” سعادة الوزير الأجور مختلفة بين الإمارات وسوريا وأحب أن أذكرك إن نسيت”!
أسطوانة الغاز المنزلي صارت ب9700 بعد أن كانت ب2500 ، يعني الزيادة أربعة أضعاف وسيستلمها خلال 40 يوما عبر البطاقة الذكية، بحسب الوزير، وسعر أسطوانة الغاز الصناعي بـ40 ألف ليرة. لم يمض إلا أسبوع تقريبا على زيادة رفع الغاز الصناعي لـ35600 ليرة بدعوى محاربة احتكاره والتلاعب من التجار الجشعين، هكذا علل السالم رفع ثمنه، حتى يرتفع أمس.
مع كل هذا التلاعب والمراوغة الذي تمارسه حكومة نظام الأسد لا يشهد الراتب ارتفاعا وتحسنا. فلا أمل بالعمل ، ولا أمل بالحكومة ولا أمل بالرئيس الكبير المختبئ وراء هذه الحكومة. ولكن الأمل أيها الشعب هو بالدبكات والرقصات والهتافات لمن يتسبب بجوعكم ومرضكم وفقركم.
مقال رأي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع