قــراءة فــي الـصحـف
نشرت صحيفة الـ”إندبندنت” البريطانية مقالاً لـ “هيفين كاكو” -مديرة منظمة سورية غير حكومية تقدم المساعدات للمستضعفين في شمالي سوريا- “أنه بسبب انقسام مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي بشأن سوريا فإن المسؤولية تقع على عاتق الدول فرادى لوضع حد للهجمات العشوائية وحماية المدنيين”.
وعلقت كاكو في الذكرى الـ68 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقولها “لا نستطيع نحن السوريين الاحتفال باليوم الذي أعلن فيه المجتمع الدولي أن الجميع يستحقون الحياة والحرية والأمن، لأننا ليس لنا حقوق إنسانية نحتفل بها عندما نحرم حق الحياة ونغتصب ونجوَع ونعذب ونقصف ونخرج من ديارنا ونقتل”.
وترى الكاتبة أنه بات واضحا الآن بعد ست سنوات من الفيتو الروسي المخزي المعرقل لأي إجراء لإنقاذ الأرواح في سوريا، أن مجلس الأمن الدولي لن يحمي المدنيين هناك، ومع ذلك فإن القانون الإنساني الدولي واضح أيضا في أن المجلس ليس الوسيلة الوحيدة لاتخاذ إجراء وأن على كل دولة على حدة من خلال إجراءات دولية وعبر المنظمات المتعددة الأطراف مثل الاتحاد الأوروبي أن تدافع عن المدنيين في سوريا.
ويمكن أن يبدأ المجتمع الدولي بتخفيف معاناة مئات الآلاف المحاصرين في حلب الشرقية من خلال تقديم المساعدات بالإسقاط الجوي العاجل، سواء بطريقة فردية أو جماعية، وضرورة التوقف عن التماس الأعذار.
ولحماية المدنيين تستطيع هذه الدول فرض منطقة حظر طيران ومن خلال مجلس حقوق الإنسان يمكن إنشاء لجنة تحقيق دولية لإجراء تحقيق خاص بشأن حصار حلب بهدف كشف كل المتواطئين في انتهاكات حقوق الإنسان هناك بما فيها روسيا.
كما يمكن للمجتمع الدولي أن يحمي الشعب السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا ما فعلته بعض الدول عندما دعت إلى جلسة طارئة فيه لحل مأزق مجلس الأمن ويجب على الدول الأخرى المشاركة فيه.
وفي زاوية أخرى تحدثت صحيفة “البايس” الإسبانية في افتتاحيتها عن الأوضاع التي تعيشها مدينة حلب السورية، والتي وصفتها بأنها “وصمة عار في تاريخ الإنسانية”، في ظل صمت المجتمع الدولي، الذي اقتصر فقط على التعبير عن تضامنه معها، عبر تغريدات على موقع “تويتر”.
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، “إن كلا من طهران وموسكو تمكنتا من إنقاذ حليفهما في المنطقة بشار الأسد، الذي يعد الرجل الضامن لمصالحهما في سوريا، مقابل ثمن باهظ جدا، ذهب ضحيته أرواح الآلاف من المدنيين السوريين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح في المستقبل، أن تعتبر المجازر والفظائع التي تشهدها مدينة حلب السورية، إحدى أكثر الأحداث المخزية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
وبيّنت الصحيفة أنه تم إهمال الآلاف من المدنيين، الذين تحول وطنهم العريق إلى ساحة معركة دامية، أمام عجز ولامبالاة الرأي العام الدولي، في الوقت الذي يغرق فيه المجتمع الدولي في سيل من البيانات العامة؛ غير القادرة على إيجاد حلول على أرض الواقع، أو حتى ضمان الحد الأدنى من الأمان للمدنيين.
وأوردت الصحيفة أن قوات “الديكتاتور السوري” بشار الأسد، تمكنت بعد تنفيذ حملات دامية استخدمت خلالها الأسلحة المحظورة دوليا، من استعادة جزء من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة، التي قالت الصحيفة إنها استعملت أيضا أسلحة محظورة حسب الاتفاقيات الدولية للحرب.
وأضافت الصحيفة أن كل هذه الجرائم التي يقوم بها النظام السوري، تحدث بدعم من روسيا التي قدمت أدلة كافية على نفاقها في سوريا، التي استهلت تدخلها بذريعة محاربة تنظيم الدولة.
وتساءلت صحيفة البايس قائلة: “إلى متى ستتواصل عرقلة محادثات وقف إطلاق النار في سوريا؟ ومتى سيتم التوصل إلى حل لهذه الحرب الدامية؟ وإلى متى ستستمر هذه الكارثة الإنسانية في حلب؟”.
المركز الصحفي السوري _ صحف