أعرب رجال أعمال ومسؤولون تجاريون سوريون عن قلقهم من تعرض شريان الحياة الاقتصادي الذي توفره إيران لضغوط بسبب الانخفاض الكبير لأسعار النفط، رغم الرسائل العلنية والدعم الذي تقدمه أقوى حليف إقليمي لسوريا.
ويعتمد النظام السوري الذي يواجه ثورة شعبية منذ مارس/أذار 2011 -بشكل رئيسي- على دعم إيران (المنتجة للنفط) لمساعدته وإسناد اقتصاده.
وأوضح مسؤول تجاري سوري كبير -متحدثا من دمشق طالبا عدم الكشف عن شخصيته- أنه لولا الدعم الإيراني المستمر لما نجت سوريا من الأزمة.
وأضاف أن الدعم الإيراني كان الأهم، مشيرا إلى أن دمشق في المقابل تعد بالمزيد من فتح الأبواب للاستثمار الإيراني في البلاد.
وفي يوليو/ تموز 2013، منحت إيران سوريا -التي تراجع إنتاجها للنفط بشدة بسبب العقوبات الغربية وسيطرة المعارضة المسلحة على العديد من المنشآت النفطية- تسهيلات ائتمانية قدرها 3.6 مليارات دولار لشراء منتجات نفطية، وجرى تخصيص مليار آخر لشراء منتجات غير نفطية.
ومؤخرا، سعت دمشق إلى الحصول على تطمينات بأن طهران ستحافظ على الوضع الراهن للمساعدات بعد أن انخفضت الأسعار العالمية للنفط بنسبة 50% منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وزار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قبل أيام طهران، التقى خلالها الرئيس حسن روحاني وغيره من المسؤولين الإيرانيين، بهدف تعزيز الدعم لسوريا، وبشكل خاص لضمان وصول منتجات النفط الإيرانية لسوريا.
من جهته، أكد إسحاق جهانكيري نائب الرئيس الإيراني الثلاثاء الماضي بعد اجتماع مع الحلقي “الدعم الاقتصادي الإيراني لسوريا سيستمر بدون توقف“.
ومن التحديات الكبرى التي تواجهها دمشق حاليا، تراجع الليرة (العملة المحلية) نحو 70% من قيمتها منذ بدء الأزمة، كما خسرت 10% من قيمتها خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما.
ويعيد متخصصون التراجع إلى عدة عوامل من بينها إدراك أن الضربات الجوية الأميركية لتنظيم “الدولة الإسلامية” لا تساعد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أحد العوامل الكبيرة تمثلت في الخوف من تراجع قدرة إيران النفطية على المساعدة، كما عبر عن ذلك مصرفيون بالبنك المركزي السوري.
ولفت مسؤولان مصرفيان سوريان إلى أن إيران أودعت ما بين خمسمائة و750 مليون دولار في المركزي السوري منذ أكثر من عام، استخدمتها السلطات لمساعدتها في الحفاظ على استقرار الليرة.
وأضافا بأن المركزي قام في الأسابيع القليلة الماضية ببيع الدولار لتعزيز الليرة في واحدة من أكبر عمليات السوق منذ بدء الحرب.
المصدر : رويترز