نشرت الواشنطن بوست في مقالٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، وجاء فيه تصريح للرئيس السوري بشار الأسد، وقال فيه:” أن الدعم الفرنسي للمعارضة المسلحة في بلاده، قاد إلى هجمات يوم الجمعة”، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أسفر الهجوم عن مقتل ما يزيد عن 127 شخص.
هذه التصريحات، نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الزعيم المحاصر بالاشارة (لبشار الأسد)، والذي دعا الدول الغربية لوقف مساعدة “الإرهابيين” على حد تعبيره،وتجدر الإشارة هنا إلى أن فرنسا تدعم الجماعات المعارضة في سوريا، وتقف موقف المعارض الصريح لنظام الأسد منذ بداية الصراع قبل نحو خمس سنوات.
وتأتي هذه التصريحات لتتناقض مع عبارات التأييد التي تلقتها فرنسا من معظم دول العالم، والادانة لهذه الهجمات من بقية دول الشرق الأوسط.
وأضاف الأسد خلال لقائه وفد فرنسي زائر :” إن السياسات الخاطئة التي اعتمدتها الدول الغربية وخاصة فرنسا، تجاه الأحداث في المنطقة، وتقديمها الدعم غير المدروس للعديد من حلفائها،كان من الأسباب الكامنة وراء توسع الإرهاب وتمدده”.
وقارن الرئيس السوري هجمات باريس بالأحداث التي تعيشها سوريا، قائلاً إن بلاده عانت من الإرهاب خلال الخمس سنوات الأخيرة، وعاشت صراعاً أودى بحياة مايزيد عن250 ألف شخص.
تضيف الواشنطن بوست في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي، تعكس هذه التعليقات رغبة واضحة من الأسد لحشد دعم دولي لحكومته ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات، ومن المرجح أن تلقى هذه التعليقات أثرا ًعند المسؤولين الفرنسيين، الذين دعوا مراراً لتدخل عسكري ضد نظام الأسد.
وقد أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في رسالة وجهها إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن إدانته لهذه الهجمات، و عبّرعن تعاطفه الكبير مع الفرنسيين حكومةً وشعباً، إيران التي تعتبر من أشد المؤيدين لحكومة الأسد،أظهرت موقفاً مختلفاً تماماً عن موقف حكومة دمشق، وعقب الهجمات ألغى الرئيس الإيراني رحلة إلى إيطاليا وفرنسا.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: “أن عمليات القتل والتفجيرات تجاوزت كل المبادئ و الأخلاق،والأديان”، ودعا إلى تعزيز التدابير الدولية لمواجهة “آفة الإرهاب.”
وقد أصدرت هيئة كبار العلماء وعدد من الهيئات الشرعية ، بياناً جاء فيه أن الإرهاب لا يُقره الإسلام، وهذه الأعمال تتنافى مع قيم الرحمه التي جُلبت للعالم “.
فرنسا هي جزء من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لضرب أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا وشمال العراق والقضاء عليه، و يرفض هذا التحالف التنسيق مع الحكومة السورية، التي بدورها لجأت إلى روسيا للحصول على دعم عسكري لقهر خصومها، وفي شهر أيول الماضي تدخلت موسكو في سوريا من خلال الضربات الجوية وتقديم الدعم العسكري .
وقد عقدت القوى العالمية يوم السبت اجتماعاً في فيينا لمناقشة إنهاء الحرب في سوريا، وصعود الجماعات المتطرفة خلال النزاع السوري، الأمر الذي وحّد بين المعارضين والمؤيدين لحكومة الأسد ودفعهم لتجديد جهود السلام، وتستعد هجمات يوم الجمعة في باريس لإضافة المزيد من الإلحاح، وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية هي ما يجب القيام به مع الأسد.
وتختم الصحيفة في مقالها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، لقد اتخذت فرنسا زمام المبادرة في المطالبة بضرورة تنحي الأسد كجزء من العملية السياسية ووضع حد للصراع، وقد خففت الولايات المتحدة من حدة موقفها من الرئيس السوري.
وتجدر الإشارة هنا إلى معارضة كل من روسيا وإيران لفرض أي شروط على الأسد، الذي يعتبره كلا البلدين المفتاح لإسقاط نفوذهما في المنطقة.
المركز الصحفي السوري
محمد عنان
المقال في الرابط:
إضغط هنا