تعاني الهيئة الطبية في بلدة مضايا المحاصرة من شحّ كبير في الأدوية ومستلزمات الإسعاف، بعد مضيّ أكثر من 110 أيام على دخول آخر قافلة مساعدات إلى البلدة، فضلاً عن نقص الكوادر المختصة في البلدة.
تتألف الهيئة الطبية من ثلاثة أطباء، اثنان منهم طالبا طب لم يتخرجا، ورأس الهرم الطبي، طبيب بيطرة، يعجز هذا الكادر الذي يخدم أكثر من 40 ألف مدني عن تقديم أي شيء للمرضى، لا سيما المصابون بالتهاب السحايا أو غيرها من الأمراض والأوبئة المنتشرة.
وفي ظل فقدان الهيئة للأدوية سوى أدوية الجرب والقمل، وبعض الأدوية الأخرى، يقتصر دور الكوادر الطبية على تقديم الإرشادات الطبية للمرضى، وتوثيق الحالات في سجلاتهم، إذ لا يوجد علاج ولا دواء، فضلاً عن غياب الغذاء الصحي الذي يلعب دوراً هاماً في استشفاء الجسم بوقت أسرع.
الدكتور محمد درويش، قال لـ “أمية برس” “عدم وجود كوادر طبية يلزمني مع زملائي الالتزام في قسم الإسعاف 24 ساعة متواصلة، نظراً للضغط الكبير في ظل عدد المدنيين الكبير مقارنة بعدد الكادر الطبي”.
ويضيف درويش “يوجد أكثر من 150 حالة مرضية، نجد صعوبة كبيرة في التعامل مع أمراضهم المتنوعة، كالسحايا والتفوئيد والسل، وحالات نفسية، فضلاً عن 14 حالة معرضين للإصابة بإعاقة دائمة أو لفقدان حياتهم ما لم يتم إخلائهم عن طريق المنظمات الأنسانية إلى مستشفيات دمشق لتلقي العلاج”.
روى الدكتور درويش لـ”أمية برس” بعض الحالات، منها رضيع لم يتجاوز شهره الرابع، أجريت له فحوصات وتحاليل، ليتبين أنه مصاب بإنتان دموي، وعلاجه لا يمكن إلا في مستشفى أطفال متخصص، ما جعل الهيئة الطبية عاجزة أمام حالة الطفل.
وحالة أخرى لطفل يبلغ 12 سنة، مصاب بالتهاب السحايا منشأه جرثومي، خرجت حالته عن السيطرة لعدم توفر خوافض الحرارة والصادات الحيوية المناسبة لحالته، إذ تصل درجة حرارته إلى 45 درجة في بعض الحالات، ليدخل في غيبوبة ويصاب بهلوسة لساعات طويلة.
ووفق الهيئة الطبية فإن عدم دخول مساعدات طبية عاجلة خلال أيام قليلة إلى البلدة المحاصرة، فإن النقطة الوحيدة في البلدة ستخرج عن العمل، وحسب الدكتور درويش لا بد من العمل على تأمين نقطة طبية تابعة للهلال أو الصليب الأحمرين داخل البلدة لضبط الأمور الطبية، والحد من التدهور الطبي الذي تعيشه البلدة منذ 10 أشهر.
أمية برس