أعلن الهلال الأحمر القطري في 3 شباط/ فبراير الجاري، عن تنفيذ مشروعٍ للمياه في مناطق شمال إدلب؛ بهدف زيادة إمكانية وصول مياه شربٍ نظيفةٍ وآمنةٍ للسكان والنازحين في تلك المناطق.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
وبحسب ” الشرق” فإنّ الهلال الأحمر القطري سيتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أجل تنفيذ مشروع للمياه، من خلال التركيز على إصلاح البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، في مناطق واقعة شمال إدلب.
يشمل المشروع منطقة “دير حسان” ومخيمات مجاورة لها في ريف إدلب الشمالي؛ كمخيم أبتين، وزمزم، والرحمة، والغاب، ونسيم الرحمة1، ونسيم الرحمة2، إضافةً إلى مخيم عطاء.
يقوم المشروع على إصلاح شبكات المياه، وإعادة تأهيلها، وتركيب خزّانات مياهٍ داخل المخيمات، فضلاً عن توفير خدمات صّرفٍ صّحّيّ تعود بالنفع على أكثر من 8 آلاف شخصٍ.
يعاني السّكان والنازحون في تلك المناطق من الكثير من المشكلات المتعلقة بالمياه؛ ومنها عدم كفاية كميات مياه الشرب، ورداءة مياه الشرب وتلوّثها، إضافةً إلى مشاكل تتعلق بشبكات الصرف الصحي، وفي مقدّمتها معاناة النازحين في تلك المخيمات في الحصول على المياه، واعتمادها في ذلك على صهاريج لنقلها على مدار سنوات خلَتْ.
يسهم المشروع آنف الذّكر في حلَّ تلك المشكلات المتعلقة بالمياه، الأمر الذي يخفِّف من معاناة المستفيدين منه، ولا سيما النازحون الذين عانوا كثيرا من مسألة شحّ مياه الشرب وتلوّثها وصعوبة الحصول عليها في ظلّ الحرب الدائرة على مدى ما يقارب 10 سنوات.
تعاني المنطقة أصلا من قلّة في منسوب المياه الجوفية، بحسب ما أشارت إليه بعض الدراسات، وبسبب ازدياد أعداد النازحين الذين بلغ عددهم قرابة 5 مليون نازح إلى الشمال السوري فقد زاد الطلب على المياه، ولا سيّما الجوفية من أجل الحصول على مياهٍ صالحةٍ للشرب، ما جعل الكثير منهم يحصل على المياه بطرقٍ بدائيةٍ ولا تخلو من التلوث في بعض الأحيان.
بعد الحربِ، وقطعِ النظام مياه الشرب عن تلك المناطق، وتعطيل معظم المرافق الصحية، لجأ بعضهم إلى حفر آبارٍ ارتوازيةٍ بغرض الحصول على مياه للشرب، واتّخذها بعضهم مصدرا للرزق، فقام ببيع المياه إلى أصحاب الصهاريج، وهو بدورهم يبيعونها إلى السكان والنازحين ولا يخفى الضرر الذي قد يلحق بهم نتيجة شرب تلك المياه.
والجدير بالذكر أن القاطنين في المخيمات لا يمتلكون جميعهم خزّانات لحفظ المياه، فيستعيضون عنها ببراميل ومستوعباتٍ بلاستيكيةٍ وما شابه لحفظ المياه، وهذا بدوره يشكل عبئا عليهم.
وفي سياقٍ متّصل، فقد عملت منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية على إقامة مشروعٍ يخدم المخيمات في منطقة حربنوش، بناءً على ما صرّح به مديرها ل “العربي الجديد”؛ إذْ يخدم المشروع مخيماتٍ في المنطقة تضم قرابة ألف و70 عائلةً ما بين ساكنين ونازحين من شأنه أن يقلل من معاناتهم في تلك المنطقة.
صعوبة الحياة التي يعيشها النازحون لاتنتهي، ومعاناتهم مازالت مستمرةً صيفا وشتاء، فإن لم يلفحهم هجير الصيف، أرعد فرائصهم برد الشتاء، وإن تخلّصوا من معاناة قلة المواد الغذائية وجدوا معاناة شحّ المياه لهم بالمرصاد.
ظلال عبود
تقرير خبري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع