قــــراءة فــي الــصحف
رصدت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية أبرز الأرقام الخاصة بضحايا الحرب السورية، مع بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في كافة أراضي البلاد، الذي أبرمته الحكومة وقوات المعارضة المسلحة.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن التقديرات تشير إلى بلوغ عدد القتلى إلى 450 ألف شخص بعد ستة أعوام تقريبا من الحرب السورية.
وقالت الصحيفة إن السوريين الذين فروا من البلاد منذ بداية النزاع وصلوا إلى 4.8 مليون شخص، فيما أدت الحرب إلى نزوح 6.3 مليون شخص داخليا.
وأوضحت الصحيفة أن الدمار والمعاناة الشديدة التي تشهدها سوريا أدت بمتوسط عدد النازحين في اليوم الواحد خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس 2016 لبلوغ 6 آلاف و150 شخصا.
ووفقا للصحيفة فإن عدد النازحين، الذين يعيشون في ملاجئ جماعية أو مخيمات أو أماكن إقامة مؤقتة، وصل لنحو مليون شخص.
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك 13.5 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الإنسانية، فيما بلغ عدد اللاجئين السوريين الذي قبلت الولايات المتحدة استقبالهم 10 آلاف شخص.
بدورها عنونت صحيفة الـ “لوموند” الفرنسية، “بداية الهدنة والبحث عن مخارج”
تقول الصحيفة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، المدعوم من روسيا وتركيا، حيز التنفيذ، في أحدث مسعى لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ قرابة 6 أعوام وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حليف أساسي للرئيس السوري بشار الأسد، وقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي بعد إعداد الاتفاق مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية منذ وقت طويل يأتي هذا بعد 9 أيام على وثيقة “إعلان موسكو”، التي تهدف إلى إيجاد تسوية سلمية ومخرج سياسي للأزمة السورية، باتفاق تركيا وروسيا
وكان الجيش السوري أعلن في بيان يوم الخميس الماضي، أنه “يُستثنى” من الاتفاق “تنظيما الدولة وجبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بهما”. إلا أن أسامة أبوزيد، المستشار القانوني لفصائل المعارضة، الذي شارك في المفاوضات مع الجانبين الروسي والتركي، أكد في مؤتمر صحفي في أنقرة أن الاتفاق “يشمل جميع المناطق وجميع الفصائل العسكرية الموجودة في مناطق المعارضة السورية”.
من جهتها، نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريرًا تناولت فيه اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في سوريا.
جاء فيه، “أن الاتفاق هذا يهيئ الأرضية لوقف الدعم الغربي والعربي للإطاحة بالرئيس السوري بالقوة و يمهد كذلك لحل تفاوضي”.
ونبّه التقرير الى غياب الولايات المتحدة عن المحادثات الأخيرة التي مهّدت للاتفاق والتي تضمّنت كل من روسيا وإيران وتركيا، كما نقل عن المحلّلين أن عدم مشاركة واشنطن يعزّز فرص التوصل الى اتفاق و يعني أيضًا انتصارًا “قصير الاجل” (على حد تعبير التقرير) لمصلحة الأسد و موسكو.
التقرير نقل عن الخبير الأميركي المعروف المختصّ بالشأن السوري “جو لاندز” أن غياب الولايات المتحدة مهم لأنه ساهم في نجاح التوصل إلى الهدنة الأخيرة.
وأضاف لاندز بحسب التقرير أن الإصرار الأميركي على “ضرورة رحيل” الرئيس السوري يجعل واشنطن لاعبة غير مناسبة في المفاوضات.. من خلال ممارسة الصمت و عدم المشاركة بالمفاوضات، فإن واشنطن تسمح بانتصار الأسد و روسيا”.
كما نقل التقرير عن الخبير الأميركي أن تركيا توجه رسالة الى المسحلين بأنها ستغلق حدودها وأن العالم سيتخلّى عن المساعي العسكرية الهادفة إلى الإطاحة بالرئيس الأسد، مشيرًا إلى أن ذلك قد يسهّل التوصل إلى حل سياسي يؤيده الأسد والجانب الروسي.
وأما صحيفة “كوميرسانت” نشرت مقال تحت عنوان، “هدية رأس السنة إلى سوريا”
جاء في المقال: كثفت روسيا وتركيا الجهود الرامية من أجل وقف جميع العمليات العسكرية في جميع أنحاء سوريا، حيث سيصبح ممكنا، في حال موافقة جميع الأطراف، البدء بالمرحلة التالية: المشاورات السياسية في أستانا بشأن سوريا ما بعد الحرب. وقد أشار وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى إعداد صيغة اتفاق بين دمشق وفصائل المعارضة، يمكن أن تضمن موسكو وأنقرة تنفيذه.
وقد سبق تصريح الوزير التركي بشأن فرصة السلام في سوريا نشرُ وكالة الأناضول التركية معلومات بأن موسكو وأنقرة تبحثان عن وسائل لتوسيع المصالحة القائمة حاليا في حلب، لتشمل جميع أنحاء سوريا.
وبحسب معطيات الوكالة، فإن موسكو وأنقرة اتفقتا، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في شرق حلب والانتهاء من إجلاء المدنيين والمسلحين، على خطة لتعميم المصالحة على جميع مناطق سوريا.
تتابع الصحيفة، وعلى الرغم من أن الحديث عن مرحلة جديدة في التسوية السورية سابق لإوانه، فإن مبادرة موسكو وأنقرة لم تبق غير ملحوظة من جانب الغرب. فقد أعلن ممثل الخارجية الألمانية سيبستيان فيشر أن برلين تساند وقف إطلاق النار في سوريا، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأنه، لأن السوريين يستحقونه بعد الكوارث والمآسي التي عاشوها خلال ست سنوات.
من جانبه، قال المستشرق فلاديمير سوتنيكوف “إذا تأكدت المعلومات بشأن الاتفاق الروسي–التركي، فإن هذا يعني أن الدولتين بدأتا تلعبان دورا رئيسا في إطلاق العملية السياسية في سوريا”. وبحسب قوله، يمكن اعتبار هذا الاتفاق تطويرا للاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في موسكو يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2016.
المركز الصحفي السوري _ صحف