نشرت صحيفة “النيويورك بوست” في عددها الصادر، صباح اليوم الثلاثاء، أن توقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المملكة في آخر جولة دولية كبرى في المملكة له مغزى سياسي مهم، مؤكدة أن التحالف الوثيق بين الدولة العظمى الأوحد ومنتجة البترول الخليجي ذات الوزن الثقيل ظلت في كل العهود عنصرً#ا حاسمً#ا في سياسة الشرق الأوسط والاستراتيجية الإقليمية الأمريكية.
وقالت الصحيفة: “إن زيارة الزعيم الأمريكي التي يتخللها لقاء ونقاش مباشر مع الملك سلمان وعدد من زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في يوم الخميس يأتي وسط إحباط متنامٍ متبادل بين واشنطن والسعودية”.
وعبر الرئيس أوباما شخصيً#ا عن هذا الإحباط في لقاء صحفي مطول نشرته مجلة أطلنطا مطلع الشهر الجاري، عكس بوضوح تباين الألويات في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن الملك سلمان نهج سياسة خارجية مغايرة منذ توليه مقاليد الحكم العام الماضي تعكس توجه المملكة في الوقوف في وجه إيران التي تريد أن تسيطر على المنطقة وهو الوقت الذي شعرت فيه المملكة بانعدام مساندة واشنطن.
يضاف إلى ذلك سياسة واشنطن المتضاربة نحو النظام السوري منها قرار أوباما التراجع عن الضربات الجوية ضد حليف إيران بشار الأسد بعد هجومه بالأسلحة الكيماوية على مقاتلي المعارضة في المنطقة التي استولوا عليها في دمشق.
ومن أسباب استمرار إحباط المملكة موقف أمريكا الحذر الواضح تجاه الثوار السوريين، فصفقة البرنامج النووي التي وصلت إليها أمريكا مع إيران العام الماضي والتي بموجبها ساندت الولايات المتحدة الرفع التدريجي للعقوبات الدولية ضد الجمهورية الإسلامية لم يطمئن #الرياض.
وقالت الصحيفة: إن تحالف الإيرانيين مع الحوثيين المتمردين في اليمن في مارس 2015 وتحركهم نحو آخر المعاقل للحكومة الشرعية التي تساندها المملكة جعل الملك سلمان يتخذ قرارً#ا بنفسه بإطلاق حملة جوية تساندها قوات برية تتبع دول الخليج ودول الائتلاف الذي تقوده المملكة.
وقد أخبر أوباما جولنبيرج الذي أجرى معه المقابلة أن العداء السعودي الإيراني يحتم علينا أن نقول لأصدقائنا والإيرانيين: “إنكم تحتاجون لإيجاد طريقة فاعلة لمشاركة المنطقة وتأسيس نوع من السلام البارد”.
وقال المعلق السعودي النافذ جمال خاشقجي: “إن الزيارة ستكون فرصة لأوباما أن يوضح ويستمع أيضً#ا للسعوديين والخليج حول صعوبة التعاون مع إيران”.
وأضاف: “إن ظروف وأسس العلاقة تبدلت بمجيء الملك سلمان إلى سدة الحكم، وأن #السعودية أصبحت أكثر وثوقً#ا بنفسها وأكثر استعدادً#ا لأخذ زمام المبادرة، ويناسب أيضً#ا هذا أمريكا ورغباتها”.
عين اليوم