نشر معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب دراسة موسعة لرئيس المعهد والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، الجنرال “عاموس يادلين”، توضح أن إسرائيل مستفيدة من التدخل العسكري الروسي في سوريا.
قال “يادلين” في دراسته، “إن التدخل الروسي المستمر منذ تسعة أشهر كان له العديد من الانعكاسات الإيجابية على إسرائيل، منها أن إسرائيل بات لديها عنوان واضح في دمشق يمكن أن تتفاهم معه بشأن ما يحصل على حدودها الشمالية، لأن روسيا قد تتوسط بين إسرائيل وما وصفه بالمعسكر الشيعي الذي يسيطر بسوريا في حال الضرورة، بحيث قد تمارس موسكو ضغوطها على هذا المعسكر عند الطلب الإسرائيلي”.
وأضاف، “أن هناك أثرا إيجابيا آخر يتمثل في أن التدخل الروسي أظهر إسرائيل طرفا له دور كبير في استقرار المنطقة، فضلاً عن أن التفاهمات التكتيكية القائمة حاليا بين روسيا وإسرائيل بشأن سوريا تؤسس لترتيبات استراتيجية بعيدة المدى بينهما في المنطقة بأسرها”.
وذكر “يادلين” أيضا، أن ما قد يظهر من دعم روسي للمعسكر الشيعي من خلال التدخل في سوريا قد يؤدي إلى تقوية هذا المعسكر، وهو ما يضطر الدول العربية لإبداء تعاون أكثر مع إسرائيل، حسب رأيه.
ختمت الدراسة بأن “لدى إسرائيل تقديرات بأن تقوية التعاون بينها وبين روسيا كفيلة بمنح الأخيرة أدوات ضغط على حزب الله لمنعه من القيام بأي تحركات عسكرية قد تزعزع استقرار المنطقة”.
وأما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أعلنت على لسان وزير دفاعها ” آشتون كارتر”، في 27 يوليو/ تموز الفائت، ” أن واشنطن تدرس إمكان توجيه ضربات إلى “تنظيم الدولة” في سوريا من الاتجاه الجنوبي.
علما أن القسم الأعظم من الضربات الأمريكية حاليا يتركز في المناطق الشمالية والشمالية–الشرقية لسوريا.
يبدو أن هنالك صلة مباشرة بين نية الولايات المتحدة توسيع رقعة عملياتها العسكرية في المناطق الجنوبية لسوريا والعملية الإنسانية، التي بدأت يوم 28 يوليو/تموز الماضي في مدينة حلب الواقعة شمال سوريا. جاء ذلك في تصريح أدلى به النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي “فلاديمير جباروف”.
وقال مسؤول أمريكي، ” إن روسيا زادت من رحلاتها العسكرية إلى سوريا، كما نقلت ست دبابات إلى مطار قريب من مدينة اللاذقية، وأضاف، “إن هذه التحركات تشير إلى نية موسكو لبناء قاعدة للعمليات الجوية، في تطور رئيسي جديد في البلاد”.
كما أكد المسؤول أنه من الصعب جدا اعتبار وجود الدبابات لأسباب دفاعية نظرا إلى أن القوات التي تقاتل نظام الأسد لا تملك النوع نفسه من القدرة، سواء كانت من الجماعات المعتدلة أو تنظيم «الدولة»، مشيرا إلى أن روسيا زادت عدد الرحلات الجوية العسكرية إلى المطار السوري.
أضاف، إنه يجري تجهيز المطار كقاعدة للعمليات، مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن إرسال أي طائرات أو مقاتلات مع الإيحاء بتوجهات مستقبلية من هذا النوع.
وقال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ” ماكين” في بيان “إن روسيا استفادت من التراخي الأمريكي عبر مشاركتها في حشد عسكري خطير.
بدوره أكد وزير الخارجية الأمريكية ” جون كيري” في وقت سابق ” أن البناء العسكري الروسي في سوريا يمكن أن يصعد النزاع ويؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح البريئة وسيعمل على زيادة تدفق اللاجئين، ناهيك عن مخاطر المواجهة مع جهود التحالف الدولي لمكافحة “تنظيم الدولة”.
المركز الصحفي السوري _ وكالات