تداول نشطاء وثيقة رسمية تفيد بأن حكومة النظام خسرت ما يقارب 2.5 مليون طن من القمح في محافظة الحسكة وحدها.
وتزود محافظتا الحسكة ودير الزور سوريا بأكثر من نصف مخزونها من القمح، لكن الحسكة تخضع في أجزاء واسعة منها لسيطرة “الإدارة الذاتية الكردية”، فيما تخضع أجزاء أخرى في جنوبها لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويسيطر النظام على هامش ضيق، معظمه داخل مدينة الحسكة، مركز المحافظة. فيما يعد كامل ريف محافظة دير الزور، حيث تتركز زراعة مساحات واسعة من القمح، خارج سيطرة النظام كليةً.
وحسب الوثيقة المؤخرة في 12 شباط الماضي، فإن الإحصائية العامة التي أجراها فرع مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب في الحسكة، تفيد بأن النظام خسر 2423000 طن من القمح القاسي والطري، و850 ألف طن شعير.
وكانت “رويترز” نقلت عن خبراء زراعة دوليين، في آذار الماضي، أن إنتاج سوريا من القمح هذا العام قد يصل إلى 2.8 مليون طن، علماً أن استهلاك السوريين يبلغ 4.4 مليون طن هذا العام.
وإذا صح ما ورد في الوثيقة المشار إليها، فهذا يعني أن النظام فقد معظم إنتاج سوريا من القمح. ولم توضح الوثيقة أسباب خسارة مؤسسة الحبوب لهذه الكمية الهائلة من القمح، لكن يبدو أنها فقدتها لصالح التنظيمات الكردية التي تسيطر على معظم محافظة الحسكة.
وكان وزير في حكومة النظام زعم في شباط الماضي أنه لا يتوقع استيراد قمح هذا العام نظراً لارتفاع الإنتاج المحلي بفعل غزارة الأمطار وتوسع نطاق سيطرة النظام على الأراضي الزراعية، بحسب ما نقلت عنه “رويترز”. لكن وكالة الأنباء نفسها، نقلت لاحقاً عن تجار أوروبيين أن المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب التابعة لحكومة النظام طرحت مناقصة عالمية لشراء واستيراد 150 ألف طن من القمح اللين. كما أن وزارة الزراعة الروسية قالت في كانون الأول الماضي أن حكومة النظام تريد استيراد مزيد من القمح الروسي.
وتوضح الوثيقة المشار إليها، والموجهة إلى وزير الاقتصاد والتجارة الداخلية في حكومة النظام، أن الخسائر المالية لفرع مؤسسة الحبوب بالحسكة تتجاوز 18 مليار ليرة (نحو 63 مليون دولار)، وأن 12 مركزاً و3 صوامع دُمرت بشكل كلي من قبل المسلحين، دون تحديد هويتهم.
واللافت أن الوثيقة أشارت إلى أن 21 مركزاً وصومعتين دُمروا بشكل جزئي من قبل “البيكا”، وهي “قوات حماية الشعب” الكردية التابعة للتنظيمات الكردية التي تشكل ما يسمى “الإدارة الذاتية الكردية” في محافظة الحسكة، والتي تتبع في معظمها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور بتركيا. ويعتقد مراقبون أن الاتحاد الديمقراطي الكردي يعقد تحالفاً سرياً مع نظام الأسد.
وحسب الوثيقة نفسها، لا تسيطر مؤسسة الحبوب، الخاضعة للنظام، إلا على 4 مراكز حبوب يوجد فيها 60 ألف طن حبوب داخل الحسكة والقامشلي.
وكما أشرنا، لم توضح الوثيقة لصالح من خسر النظام ما يقرب من 2.5 مليون طن من القمح. لكن توزع مناطق النفوذ الميداني في محافظة الحسكة يرجح أن يكون معظم القمح تحت سيطرة تنظيمات كردية.