يعاني القطاع الصحي في محافظة ديرالزور من تهميش وتردٍّ يمتدّ لسنواتٍ دونما حلٍّ أو تحركٍ من القوى المهيمنة فيها باتجاه تحسينه.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
رصدت شبكةٌ محليةٌ في المحافظة الشرقية يوم أمس الثلاثاء، معاناة الأهالي في بلدة الطيانة شرق ديرالزور، تضطر للذهاب إلى دمشق وغيرها من المحافظات لتلقي العلاج بسبب نقص الكوادر الطبية في المشافي المتخصصة.
أوضح المصدر أن المستشفيين في البلدة “الرازي والكندي” ورغم افتقارهما للكوادر الطبية، فقد تراوحت المعاينة بين 6 و7 آلاف ل.س، قابله ارتفاع في أسعار العمليات بشكلٍ كبيرٍ.
يفتقر القطاع الطبي في محافظة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام وميليشياته من جهةٍ وقوات سوريا الديمقراطية من جهةٍ أخرى، للأدوية والتجهيزات والمشافي والكوادر الطبية ذات الخبرة.
أشارت تقديراتٌ عام 2015، إلى أن 90٪ من القطاع الصحي من مخابر ومشافي وعياداتٍ ومراكز طبيةٍ في عموم المحافظة قد تعرّض للتدمير والنهب على أيدي أطراف النزاع.
تنتشر هناك الكثير من الأمراض التي تقف أمامها الكوادر الطبية عاجزةً، وأهمها اللاشمانيا التي تجاوزت عدد الإصابات بها في ريف ديرالزور أكثر من 10 آلاف إصابةٍ حتى مطلع الشهر الفائت، علاوةً عن اليرقان وجائحة كورونا التي فاقمت الوضع.
ففي مناطق سيطرة الإدارة الذاتية يجري نقل المصابين بكورونا والحالات الحرجة من مناطق ديرالزور إلى الرقة والحسكة، كحال مرضى القصور الكلوي ممن يتوجهون للحسكة لغسل الكلى لعدم توفر الأجهزة.
ويبلغ عدد المشافي في مناطق الإدارة شرق مدينة ديرالزور 6 مستشفياتٍ خاصةٍ، بالإضافة إلى مشفى تابعٍ لـ “الإدارة الذاتية” في الكسرة شمالي المدينة، فيما تم إطلاق أعمال إعادة تأهيل مستشفى هجين في تشرين الأول الماضي.
تواجه مناطق سيطرة النظام هي الأخرى حالاً شبيهةً بذلك. يقدم مشفى واحد، مشفى الأسد بمدينة ديرالزور، من أصل 7 مشافٍ 3 منها في مدينة دير الزور (الفرات – الوطني – الأسد) ومشفى في كل من البوكمال والميادين وهجين والكسرة، خدماتٍ متواضعةً جداً للأهالي.
ورغم مرور نحو 4 سنوات على وعود النظام لتوفير التمويل اللازم لإعادة تأهيل البنى التحتية الصحية،وتخصيص مبلغ 3 و نصف مليار ل. س لإعادة تأهيل البنى التحتية التابعة لوزارة الصحة، إلا أن الواقع لم يتغير قيد أنملة بل تراجع كثيراً .
ففي خضم النقص الحاد في المرافق الطبية، صادرت الميليشيات الإيرانية عدداً من المشافي وأعادت تأهيلها لتقديم خدماتها لعناصرها، كمشفى الفرات الميداني في مدينة دير الزور، ومشفى القدس ومشفى الهناء في البوكمال.
تضطر أغلب الحالات الإسعافية والمرضية لقطع عشرات الكيلو متراتٍ للحصول على الخدمة فيما لو توفرت داخل المحافظة وبشكل متواضعٍ، بينما يلجأ الغالبية، لاسيما مرضى السرطان، إلى دمشق والمحافظات الأخرى، ما يكلفهم نفقاتٍ إضافيةً ومشقة السفر، فضلاً عن تعرضهم لأتاوات الحواجز والسرقة.
استنزفت سنوات الحرب الطويلة المنظومة الصحية الهشة أساساً في سوريا، فاقمها تقاعس الإدارة الذاتية والنظام عن أداء واجباتهما تجاه المدنيين في المنطقة.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع