اعترف نائب وزير الخارجية في نظام بشار الأسد فيصل المقداد بأن نظامه مر بأسوأ الضغوط العسكرية، متمنياً أن يكون أداء جيش النظام مختلفاً خلال المرحلة المقبلة، مشيراً أن الجيش يعيد تجميع صفوفه، ما يعكس استشعار النظام بالحجم الكبير للخسائر التي منيت بها قواته مؤخراً.
وكان النظام خسر محافظة إدلب شمال سورية، حيث تقدمت فصائل “جيش الفتح” في المحافظة وواصلت انتصاراتها بريف المحافظة محققة تقدماً استراتيجياً عبر سيطرتها على العديد أهم النقاط العسكرية للنظام، كما انحسرت مناطق سيطرة النظام في عموم سورية، إذ لم يعد يسيطر سوى على نحو 25 بالمئة من مساحة البلاد.
واعتبر مقداد في تصريحات لوكالة “رويترز” نشرتها اليوم، أن وضع العاصمة دمشق والمناطق الغربية في سورية أقل خطورة مما هو عليه الآن، وقال للوكالة: “دمشق كانت تحت تهديد مباشر. في الوقت الحاضر دمشق هي قطعاً ليست تحت مثل هذا التهديد. حمص آمنة وحماة آمنة والآن القلمون آمنة”، حسب قوله.
وأقر المقداد بضرورة دعم حلفاء النظام ودورها في مواجهة قوات المعارضة السورية، حيث أشار إلى أن “نظام الأسد سيكون قاداً على مواجهة هجمات الجماعات المسلحة معتمدة على جيشها القوي والدعم القوي من حلفائها إيران وروسيا وحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب الجيش السوري في عدة مناطق سورية”.
وجدد المقداد من هجومه على الدول التي قال إنها داعمة للمعارضة كـ “تركيا، والسعودية، ودول غربية أخرى”، لكنه أعرب في نفس الوقت عن أمل نظام الأسد بتحسين العلاقة بينه وبين تركيا بعدما اعتبره تراجع للرئيس رجب طيب أردوغان (الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات خلال الانتخابات الأخيرة).
ومن ناحية ثانية، دعا المقداد إلى تحسين التعاون والتنسيق مع العراق لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” قائلاً إن “الغرب قد منع ذلك”، وأضاف: “المطلوب من الحكومتين في الجمهورية العربية السورية وفي جمهورية العراق تنسيق عميق جدا في هذه المجالات. داعش (تنظيم الدولة) التي اجتاحت مساحات وقرى ومدناً ليست بالقليلة وألغت الحدود بين البلدين. نحتاج إلى تنسيق أكثر عمقاً”، حسب قوله.
وبيّن المقداد أنه نظام الأسد يفكر بعقد المزيد من الاجتماعات على مستوى أعلى، متوقعاً أن الأيام القادمة ستشهد انعقاد مثل هذه الاجتماعات. وتابع يقول: “”لكن أقول بصراحة إنه في مواجهة داعش يجب عدم التحفظ على الإطلاق على أي نوع من التنسيق بين الحكومتين لكنكم تلاحظون أنه هنالك ضغوط دولية لمنع مثل هذا التنسيق بين الجمهورية العربية السورية والحكومة العراقية (…) الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية يجب أن تتحمل مسؤوليتها عندما تضغط باتجاه عدم وجود مثل هذا التنسيق”.
المصدر:
رويترز – السورية نت