عندما تكون صاحب فكرة و تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها، فلا بد أن تتعرف إلى قصة الآنسة نور.
” نور الهدى ” .. امرأة في التسعين من العمر لم تستسلم للشيخوخة، أسست بعد تقاعدها من التدريس، روضة في بلدة الجينة بالقرب من الأتارب في ريف حلب الغربي، ميزة هذه الروضة هي استقبالها لذوي الاحتياجات الخاصة و الأيتام.
ذهبنا إلى روضة الآنسة نور و سألناها عن سبب تأسيسها للروضة و هي التي تستقبل حالات من الأطفال المعاقين فقالت : ” لشدة ما عانيت من هذه القصة، قررت أن افتتح روضة، فلقد رزقني الله بطفلين معاقين و لله الحمد استطعت العناية بهما أفضل عناية و هما الآن بأفضل حال “.
أسست الآنسة نور ذات التسعين عاماً، الروضة قبل سنوات عديدة و جذبت لها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من قريتها و من القرى المجاورة، و هي الآن تتابع عملها في تعليم الأطفال المعاقين و بعض الأيتام، لتتابع مسيرتها بعد تقاعدها بكل همة و نشاط، و لا تدخر جهداً في سبيل خدمة مجتمعها، يعاونها في ذلك بعض الآنسات المتخرجات حديثا.
تقول لنا الآنسة صباح أحد المدرسات في الروضة ” أن ماما نور كما يدعوها الأطفال تمثل لنا أيقونة حقيقية، فهي لا تزال تعطي رغم شيخوختها و رغم كل ما مر بها من ظروف قاهرة و نحن جميعا نحترم كبرياءها ومثاليتها “.
عدنا لنسال الآنسة نور عن هدفها، فقالت لنا جملة واحدة و هي تجلس بالقرب من المدفأة تقرأ كتاب ” هدفي تضل راية العلم مرفوعة “.
إحساس الأمومة و الواجب و محبة العلم و خدمة المجتمع كله، دفعها لإنشاء هذا الصرح البسيط لتكون أيقونة في عيون من يعرفها ..
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري