اتهمت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة النظام السوري بـ «الإصرار على الحسم العسكري ورفض الحل السياسي»، مشيرة إلى أن أميركا لا تتصدى لروسيا التي ترتكب «جرائم حرب» في سورية ودعمت القوات النظامية والميلشيات في حصار حلب، ذلك بعدما أعربت عن القلق من غموض الاتفاقات الأميركية- الروسية حول سورية.
وقالت «الهيئة» في بيان إنها عقدت اجتماعاً في الرياض بين 15 و18 الجاري و «ناقشت التطورات الإقليمية والدولية الراهنة وعمل اللجان المنبثقة عنها وأهمها لجنة الحوار والتواصل مع مكونات الشعب السوري وقواه السياسية والمجتمعية». كما بحث المجتمعون «نص مسودة الوثيقة التي أعدتها للحوار حول رؤيتها للعملية السياسية وفق بيان جنيف، بدءاً من مرحلة التفاوض وصولاً إلى نهاية المرحلة الانتقالية».
وأكدت نقاشات أعضاء الهيئة «اعتزازها بتماسكها وصلابة بنيتها وما تمثله من مكونات تعكس بنية الشعب السوري وتنوعه وتعدديته وتمثيله الشامل للقوى الرئيسة في الثورة والمعارضة الوطنية، وهذا ما انعكس بشكل إيجابي على أدائها وقراراتها»، وفق البيان. وأضاف أن «الهيئة» ملتزمة العملية السياسية وبما حدده بيان مؤتمر الرياض بوصفه وثيقة أساسية لتوحيد رؤى جميع قوى الثورة والمعارضة ، ورأت أن «توقف المفاوضات ناجم عن إصرار النظام على ما سماه الحسم العسكري وعن رفضه الحل السياسي الذي حدده بيان جنيف وكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة و المؤتمرات الدولية ذات الصلة التي قررت أن منطلق العملية هو تشكيل هيئة حكم انتقالي تتنقل إليها الصلاحيات التنفيذية كافة». وأكدت «الهيئة» تمسكها باستبعاد بشار الأسد ورموز نظامه فور تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
واستنكرت «الهيئة» أن يقوم الطيران الروسي بـ «قصف مواقع للجيش الحر وأن يشارك بقوة في عمليات النظام العدائية مع حلفائه ضد الشعب السوري تحت غطاء محاربة الإرهاب حيث تؤكد كل عملياته أنها استهدفت مواقع المدنيين وكان أكثر الضحايا من الأطفال والنساء»، إضافة الى «استغراب حالة الغموض في الاتفاقات الروسية والأميركية حول القضية السورية وهو غموض حتى على الدول الصديقة المعنية بالعملية السياسية». وطالبت الهيئة بالشفافية والمصداقية و «إجراء مراجعة دقيقة لعلميات محاربة الإرهاب وما تطلبه روسيا من فصل بين منظمات تسميها إرهابية وبين المدنيين وفصائل الجيش الحر»، محذرة من أن «تتحول عملية مكافحة الإرهاب إلى مجازر ضد المدنيين الذين لا يجدون مكاناً آمناً يلجأون إليه للنجاة من القصف اليومي لمدنهم وقراهم وبيوتهم».
وإذ تساءلت «الهيئة» عن «مفهوم وآليات الفصل الذي تدعو إليه موسكو في مناطق التماس»، قالت بسمة قضماني عضو «الهيئة» في مؤتمر صحافي في جنيف: «ما نفتقده هنا هو رد فعل جاد على السلوك الروسي على الأرض… روسيا تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر».
وأضافت أن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام تبدو بعيدة على نحو متزايد مع مشاركة روسيا في الغارات الجوية بعد «الكذب على نحو مستمر» بشأن الخطوات التي تقول إنها مستعدة للقيام بها من أجل السلام في سورية.
وقالت قضماني: «ما نحتاج إليه هو تأكيد روسيا من جديد اهتمامها بعملية سياسية. لا نرى ذلك. هذا هو المجال الذي نتوقع أن يرد فيه الأميركيون بشكل أقوى لأن هناك جرائم حرب تُرتكب في الوقت الذي يتواجد السيد (وزير الخارجية جون) كيري في موسكو ويناقش ترتيباً أمنياً واستهداف الجماعات الإرهابية، وفي الوقت الذي تشارك روسيا بشكل كامل في هذه العملية بحلب».
الحياة