بثّت قناة “الجزيرة”، فيلما عن الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، وريف حماة، مسلطة الضوء على بعض الجوانب التي لم تكن واضحة حولهم.
معدّة الفيلم، سلام هنداوي، أوضحت ابتداء أنه طُلب منها ارتداء الحجاب لأسباب أمنية.
ووثّق الفيلم حجم الدمار الكبير في إدلب، أولى محافظات سوريا التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة بشكل كامل، وذلك منتصف العام 2015.
وفي ملخص لمشاهداتها في سوريا، قالت سلام هنداوي إن “الدمار والخراب مشهدان رافقاني طوال الرحلة، مدن بأكملها شبه خالية، لا حياة، خيام على مد البصر للنازحين تختصر جزءا من معاناة طالت فصولها”.
وأضافت: “احنا اليوم ما منعرف بكرا نشوف بعض أو ما نشوف بعض، هيك سوريا”.
كاميرا “الجزيرة”، تنقلت في ريف حماة، برفقة “جيش النصر”، وتحدثت إلى “أبو المجد”، قائد كتيبة مضادات الدروع، الذي تلقى تدريبات في الخارج على استخدام صاروخ “التاو”.
ولم يجد قيادي في “جيش النصر”، حرجا بالقول إنهم ينسقون عسكريا مع فصائل مصنفة دوليا على أنها “إرهابية”، علما أن “جيش النصر”، يتلقى دعما من غرفة “الموم” في تركيا، وفقا لما صرح قياديوه للجزيرة.
نقطة أخرى ركز عليها الفيلم، وهي الأنفاق، التي تميزت بها “أحرار الشام”، وتحديدا مسؤول الأنفاق بالحركة “أبو مصعب شنان”، الذي أشرف على تفجير عدة أنفاق ساهمت بسيطرة الفصائل على مناطق استراتيجية في إدلب وريف حماة.
واستطاعت أحرار الشام كما وثق الفيلم، التغلب على صعوبات الطبيعة الصخرية للأراضي، والرطوبة في بعض أجزاء الأنفاق التي تسبب بإفساد المتفجرات.
وأعاد “أبو مصعب شنان”، تأكيد تلقي الحركة توجيهات من خبراء الأنفاق في غزّة، مشيرا إلى أن الحركة بدأت بحفر الأنفاق القصيرة بطرق بدائية عبر المعول والعربة، قبل أن تتطور، ويصبح اليوم العمل بالأنفاق على مدار الـ24 ساعة بعد إدخال اللاسلكي، والأوكسجين.
سلام هنداوي بدت منهكة بعد سيرها نصف ساعة داخل أحد الأنفاق، التي كشف أحد عناصر أحرار الشام أن طولها يمتد نحو 600 متر، بعمق 25 مترا تحت الأرض.
وحول أهمية الأنفاق، قال “أبو مصعب شنان”، إن الأنفاق تعد ساعة الصفر التي يتبعها دخول الانغماسيين، لزيادة إرباك قوات النظام وتسهيل المهمة على البقية.
كما انتقل الفيلم، لتسليط الضوء على حياة المهاجرين الأوزبك الذين قدموا إلى سوريا، وبعضهم اصطحب ذويه معه، حيث خصصوا لهم مدارس لتعليم أطفالهم القرآن والقراءة والكتابة.
سلام هنداوي بعد زيارتها لإحدى هذه المدارس، قالت إنها تأثرت للغاية، كون هذه المدرسة من المرجح أن يتم قصفها، علما أن جل الموجودين فيها من الأطفال الصغار في السن.
يقول “أبو عبد الله البخاري”، القيادي في كتيبة المهاجرين الأوزبك، إن عددهم بالمئات، وفي كل شهر يدخل العشرات من الأوزبك إلى سوريا.
ونوه البخاري إلى أن المقاتلين الأوزبك غالبا ما يدخلون المعارك برفقة فصائل أخرى، أي إنهم ينضوون تحت اسم فصيل معين في المعارك.
وشدد البخاري على معاداة الأوزبك لتنظيم الدولة، واصفا إياهم بـ”سرطان الأمة”، منوها إلى أن الخلاف والعداوة بينهم قديمة.
وفي أثناء سيرهم نحو بلدة تل عثمان في ريف حماة، قالت هنداوي إن المراصد أخبروهم بأن قوات النظام رصدت سيارتهم وتنوي قصفها، وهو ما دفعهم للاختباء عدة دقائق تحت منزل تراكمت فوقه الأنقاض، جرّاء القصف.
يقول أحد المراصد، إن طريقة عملهم تتلخص في رصد تحركات طائرات النظام، والطائرات الروسية، والإبلاغ فورا عنها لدى الفصائل والمراصد الأخرى لتفادي الضرر من تلك الضربات.
وتعمل المراصد عبر أجهزة تلقط إشارة اللاسلكي، وتستمع بشكل واضح إلى مراسلات طياري النظام السوري ومواعيد إقلاعهم.
عربي21