قال الكاتب كلينتون إيرليتش إن الكرملين يعتقد بشكل جدي أن مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية تريد أن تبدأ حربا ضد روسيا، وإن هذا يفسر سر دعم موسكو لمنافس كلينتون المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأضاف الكاتب في مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والطواقم المختلفة التابعة له يدعمون ترامب من هذا المنطلق.
وأشار إلى أنه إذا اختار الأميركيون كلينتون رئيسة للبلاد فإن العالم سيتذكر تاريخ 25 أغسطس/آب 2016 بوصفه يوما بدأت فيه كلينتون الحرب الباردة الثانية.
وأوضح إيرليتش أن كلينتون انتقدت بوتين في هذا التاريخ ووصفته بأنه عرّاب اليمين المتطرف في العالم، وذلك أثناء حديثها أمام مؤيديها في مدينة رينو في ولاية نيفادا، موجهة انتقادها إلى منافسها ترامب الذي يتلقى دعما من روسيا.
وأشار الكاتب إلى أنه سبق للرئيس بوتين أن اتهم الغرب قبل عامين بأنه دعم “المتطرفين والقوميين واليمينيين” في أوكرانيا للاستيلاء على السلطة في البلاد.
وعودة إلى تصريحات كلينتون الأخيرة التي تنتقد فيها ترامب، قال الكاتب إنها لم توجه إهانة إلى الرئيس الروسي فحسب، بل إنها وظفت في انتقادها له مفرداته ذاتها.
وأضاف أن كلينتون خلقت جوا من العداء الشخصي لبوتين في العلاقات المتوترة أصلا بين بلديهما، وأنها وصفته بأنه يمثل أساسا الأيدولوجية المعارضة للولايات المتحدة.
واستدرك الكاتب بالقول إن كلينتون انتقدت بوتين أحيانا بما ليس فيه، وإنها وصفته بأنه ضد المرأة، لكن حكومة بوتين تمنح المرأة إجازة عائلية لثلاث سنوات مدفوعة الراتب والمزايا، وإنها اتهمته بالتعصب، لكنه حضر شخصيا افتتاح مسجد موسكو الكبير.
وأضاف إيرليتش أن كلينتون اجتهدت في توجيه كثير من الاتهامات ضد بوتين لافتعال العداء مع الرئيس الروسي، وأن موسكو في المقابل ترى في وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أنها تشكل تهديدا وجوديا لروسيا.
وأشار إلى أن خبراء السياسة الخارجية الروسية لا يكنون أي ذرة احترام لها، وأن الفصل الأكثر ضررا في علاقة الطرفين هو ما يتمثل في تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا حينما كانت وزيرة لخارجية بلادها.
وأوضح الكاتب أن روسيا لم تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لمنع التدخل في ليبيا، وذلك لأن كلينتون وعدت أن فرض الحظر الجوي على ليبيا لن يستخدم كغطاء لتغيير النظام فيها والإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
المصدر : الجزيرة,فورين بوليسي