دعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة إلى التخلي عن خلافاتها والدخول في “مصالحة عامة”، وإلى توحيد جهودها من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى.
وقال في بيان أصدره، مساء اليوم، ووصل وكالة الأناضول نسخة منه، إن ما يحدث للمسجد الأقصى في هذا الوقت “كارثة كبرى، لا يجوز لأمة العرب وأمة الإسلام أن تسكت عليها”.
واعتبر أنه “فرض على الأمة في مشارق الأرض ومغاربها: أن تترك القضايا الصغرى، والخلافات الجانبية، وتهتم بقضية الإسلام الأولى (قضية فلسطين)، وأن تهتم من قضية فلسطين بقضيتها الكبرى (قضية القدس)، بل تهتم من قضية القدس بقضيتها العظمي (قضية الأقصى الأسير)”.
وأضاف أنه “يدعو الأمة كلها إلى مصالحة عامة، تتصالح فيها على العدل والحق، لتهيل التراب على ما يشغلها من محن وصراعات، وتتناسى الخلافات لتنطلق يدا واحدة، لمعركة التحرير الكبرى”.
وموجها خطابه إلى العرب والمسلمين و”الأحرار في أنحاء العالم”، قال: “هبوا من سباتكم، وانهضوا للدفاع عن حرماتكم. فحرام عليكم أن تعبث اليهود بالأقصى، ويحاولوا اقتسامه، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي (في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية): زمانيا أو مكانيا”، حيث قسمته إسرائيل بين المسلمين واليهود في العام 1994.
كما دعا القرضاوي علماء المسلمين في أنحاء العالم “أن يزأروا بكلمة الحق في مساجدهم، وأن يعلنوا لشعوبهم المسلمة ما يجب عليهم تجاه مقدساتهم، وإنقاذ أقصاهم”.
وطالب زعماء المسلمين وحكامهم “أن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية وخلافاتهم الجزئية، ليلتقوا للدفاع عن مقدسات الأمة”.
ودعا الشعوب إلى أن “يتعاون بعضها مع بعض في إجبار الحكام على الاتحاد والتعاون”.
وطالب أبناء فلسطين، بصفة خاصة، بأن “ينفروا نصرة للأقصى.. من استطاع أن يصل إليه ويرابط فيه فليفعل. ومن استطاع أن يصل إلى القدس ليكثر سواد إخوانه فليفعل”.
ودعا الأمة “أن تدعم أهل فلسطين بكل ما يحتاجونه لتثبيت صمودهم، وتقوية جبهتهم”.
واقتحم 10 مستوطنين، صباح اليوم الخميس، ساحات المسجد الأقصى، بالقدس الشرقية، وسط حماية أمنية من قبل الشرطة الإسرائيلية، حسب مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية.
وفي اتصال هاتفي سابق مع وكالة الأناضول، قال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية (التابعة للحكومة الأردنية) في القدس، إن “10 مستوطنين إسرائيليين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، منذ صباح اليوم، من خلال باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، وسط انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية، قبل أن ينهوا جولتهم ويغادروا المكان”.
وأضاف: “الشرطة الإسرائيلية أغلقت منذ ساعات الصباح، 3 بوابات في المسجد (لم يذكرها)، وتمنع الرجال دون سن الأربعين عاماً من الدخول، فيما تفرض على النساء تسليم بطاقتهن الشخصية على البوابات قبل الدخول إلى المسجد”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل الجانب الإسرائيلي بشأن عملية الاقتحام هذه.
غير أن المسجد الأقصى، يشهد اقتحامات شبه يومية من قبل مستوطنين، يتخللها أحياناً، مواجهات بين المصلين المسلمين، والقوات الإسرائيلية التي توفر الحماية للمستوطنين الذين ينظمون جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم.
و”الهيكل” حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، فيما يعتبره الفلسطينيون المكان المقدس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى المبارك ويعرف بالمسجد الأقصى.