أن تأتي الاستقالة متأخرة خير من أن لا تأتي لتزيحَ عن ظهر لبنان هذا العبء الذي سبَّبْتَه فأثقل كاهله في الخليج العربي وبعض الدول العربية، “جورج قرداحي” الآن خسرتَ المسابقة ويمكنكَ الخروج بدون المليون من حكومة لبنان، فيما يقول اللبنانيون صحّة وهنا “لميقاتي” الذي شرب حليب السباع وضغط على “القرداحي” ليستقيل.
أكثر من شهر و”القرداحي” يقدم مصلحته الشخصية الحزبية على المصلحة الوطنية اللبنانية رغم مناشدات رئيس حكومة لبنان له للاستقالة، بعد استعراض العضلات أمام دول الخليج التي سارعت لقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان عامة و”القرادحي” المقرب من ميليشيا “حزب الله” اللبناني خاصة.
طار “الميقاتي” بالتصريح بعد الاستقالة بمد يد الاعتذار والتعهد بعدم التدخل بشؤون الدول العربية والتعهد بضبط الحدود البرية والبحرية التي يهرّب من خلالها ميليشيا “حزب الله” المخدرات لدول الخليج.
“ماكرون” نجح في الضغط على الحكومة اللبنانية للتخلي عن سبب الأزمة وأسها قبيل اجتماعه مع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ،وسيعيد المياه لمجاريها اقتصاديا وعسكريا بين لبنان والخليج للخروج من الأزمة السوداء التي يشهدها البلد، فقد وصلت معدلات الفقر فيه لحوالي 82 بالمئة من نسبة السكان، أي قريب بنقاط قليلة من الدخول بحالة فقر شبيهة بالحالة السورية.
كان يمكن “للقرداحي” الظهور كمنقذ لبلده ومؤثر مصلحته على مصلحته الشخصية والحزبية ولكن الآن أصبحت تحصيل حاصل وواجب ثقيل منبوذ من قبل جميع الأوساط العربية.
والسؤال الآن ماذا سيكون عليه الحال بلبنان بعد لقاء الأحد بين “ماكرون” و”ابن سلمان”، وبعد جلسة الثلاثاء المقبلة في لبنان؟
مقال تحليلي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع