مراسل صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية في الشرق الأوسط باتريك كوكبرن، الذي تساءل في مقال نشره، قبل أيام، عمّا حقّقته إسرائيل خلال 26 يوماً دامياً من العدوان على غزة. وقال إن العدوان الإسرائيلي صبّ في مصلحة حركة «حماس»، وجعلها أكثر قوة، وجعل إسرائيل تظهر على أنها «مخادعة وبلا قلب». كوكبرن رأى أن «نتيجة العدوان هي نفسها التي وصلت إليها الحروب السابقة، إن كان على لبنان أو على غزة»، موضحاً أن إسرائيل تقوم «بقصف مكثف يرمي إلى إلحاق أكبر خسائر ممكنة بالطرف الآخر، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط غالبية الضحايا من المدنيين». وأضاف أنه «مع استمرار الحرب، يجد القادة الإسرائيليون صعوبة في تحقيق تفوّق سياسي على المستوى نفسه كالعسكري». «والأسوأ من ذلك»، قال الكاتب، «هو أن الإسرائيليين أنفسهم يرون أن الفلسطينيين، ومن بينهم حماس، الآن في موقف أقوى مما كانوا عليه منذ شهر».
ورأى الكاتب البريطاني أن أفعال إسرائيل الأخيرة، «أدت إلى عودة القضية الفلسطينية بقوة إلى الأجندة الدولية، بعدما كانت قد اختفت في أعقاب ثورات الربيع العربي التي بدأت في عام 2011». وهو إن وصف المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم «مراوغون وعديمو القلب»، حين يدّعون أن «ما من دليل على قصف إسرائيل لمستشفى تابع للأمم المتحدة أو ملعب للأطفال، ويحاولون إلصاق التهمة بصواريخ حماس»، إلا أنه لفت الانتباه إلى أن هذه الادعاءات «قد يصدّقها العالم لو كانت الحرب قصيرة، ولكن مع مقتل ما يزيد على 264 طفلاً فلسطينياً حتى يوم الجمعة الماضي، صبّت هذه التصريحات في سياق إقناع العالم بأن الإسرائيليين لا يأبهون لارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين».