حظيت الأزمة السّورية وتداعياتها باهتمام كبير من الصّحف الفرنسية الصادرة اليوم، تزامناً مع بدء سريان وقف إطلاق النّار الّذي توصّلت إليه روسيا والولايات المتّحدة.
فقد أوضحت صحيفة ” لوفيغارو” أنّ هذه الهدنة الإنسانية تمّت الموافقة عليها من قبل سبعة وتسعين فصيلا من فصائل المعارضة المسلّحة بالإضافة إلى القوّات الكردية السّورية، مع العلم أنّ الاتّفاق الأمريكي الرّوسي استثنى تنظيمي “داعش” و”جبهة النّصرة”، وستستمرّ الهدنة أسبوعين.
كما أكّدت الصّحيفة أنّ وقف الأعمال العدائية هذا سيكون الأوّل في هذا الصّراع الّذي يعصف بسوريا منذ عام 2011، والّذي أدّى إلى مقتل حوالي 300 ألف شخصا، وهجرة أكثر من نصف السّكّان إلى خارج وداخل البلد.
من جهة أخرى تحدّثت “لوفيغارو” عن خشية تركيا من استمرار الرّوس والجيش السّوري باستهداف فصائل المعارضة تحت ذريعة مكافحة تنظيم “داعش” و”جبهة النّصرة”.
أمّا صحيفة “ليبراسيون” فقالت أنّ السّاعات القادمة ستوضّح ما إذا كان الاتّفاق الأمريكي الرّوسي لوقف الأعمال العدائية قابل للتّطبيق أم لا ؟. وقالت “ليبراسيون” إنّ إدارة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تعوّل على حقيقة أنّ روسيا ستغرق في نهاية المطاف في المستنقع السّوري، إلاّ أنّ واقع الحال حاليّا يقول عكس ذلك.
وتابعت “ليبراسيون” القول إنّ أوباما الّذي انتخب في عام 2008 بعد حملة انتخابية وعد فيها بانسحاب القوّات الأمريكية من العراق وأفغانستان، اختار أن يُبقي الولايات المتّحدة على مسافة من النّزاع السّوري، مكتفيا بالضّربات الجوّية ضدّ تنظيم “داعش”.
غير أنّ “ليبراسيون” اعتبرت أنّه بالنّسبة لعدد كبير من المراقبين فإنّ معرفة السّبب الحقيقي لإحجام أوباما عن التّدخّل بشكل فعّال في سوريا، تستدعي العودة إلى الاتّفاق النّووي الّذي تمّ التّوصّل إليه مع إيران، والّذي يعتبره أوباما النّجاح الدّبلوماسي الأهمّ بالنسبة إليه.
ومضت “ليبراسيون” إلى التّوضيح أنّه على الرّغم من أنّ خطاب أوباما السّياسي حول رحيل بشّار الأسد ودعم المعارضة الّتي يصفها بالمعتدلة، إلاّ أنّ إدارته تركت سوريا تغرق في الفوضى لأنّ اتّخاذها لقرار حاسم ، سيكون له وقع على الاتّفاق النّووي مع إيران.
وقالت “ليبراسيون” أيضا، إنّ أوباما الّذي يصفه البعض بالواقعيّ والحذر، والبعض الآخر بالسّاخر، وجد أنّ تكلفة التّحرّك في سوريا ستكون باهظة بالنّسبة لبلاده، لذلك فضّل عدم التّحرّك.
الموت “السّريريّ” لأوروبا
قالت “لوموند” إنّ اجتماع وزراء داخلية دول الإتّحاد الأوروبي الّذي تمّ يوم الخميس الماضي في بروكسل، برهن من جديد على عدم قدرة الأوروبيين على التّغلّب على أزمة المهاجرين، في ظلّ الخلافات المتزايدة، حتّى بين الدّول الّتي تعدّ “صديقة”، على غرار فرنسا وبلجيكا الّتي أوقفت قبل أيّام العمل مؤقّتا بنظام ” الشنغن” بإعادتها فرض الرّقابة على حدودها لمنع تدفّق المهاجرين العالقين في مخيّم كاليه العشوائي في شمال فرنسا.
وأيضا هناك مشكل أخر بين ألمانيا والنّمسا بعد أن أعلنت السّلطات في فيّينا أنّها ستحدّد عدد المهاجرين الّذين يعبرون أراضيها، مخالفة بذلك اتّفاقيات جنيف بشأن اللّجوء.
من جهة أخرى ، فإنّ دول البلقان تتّهم اليونان بعدم القيام بدورها من أجل وقف تدفّق المهاجرين، في المقابل تتّهم أثينا فيّينا بتشجيع دول البلقان على فرض قيود بشكل منفرد على حدودها.
وتابعت ” لوموند ” القول إنّ دول الإتّحاد الأوروبي تعيش حاليا حالة من التّخبّط والشّلل بسبب تدفّق المهاجرين منذ شهر جانفي والّذين يقدّر عددهم بنحو مائة ألف شخصا غالبيّتهم عبر اليونان. ويرجّح أن يتضاعف العدد مع حلول فصل الرّبيع.
مركز الشرق العربي