وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية 1709 غارات منذ 1 أبريل (نيسان) الحالي، وحتى فجر يوم 15 أبريل الحالي، استهدفت عدة مناطق سورية.
من جهة أخرى، شهد أول من أمس دخول أول قافلة مساعدات إنسانية منذ قرابة العام ونصف إلى مدينة الرستن بحمص.
ووثق المرصد إلقاء 984 برميلاً متفجرًا على الأقل من طائرات النظام المروحية على مناطق في محافظات: دمشق، وريف دمشق، وحلب، وحمص، وإدلب، ودير الزور، ودرعا، وحماه، والحسكة، واللاذقية، والقنيطرة.
كذلك وثق المرصد تنفيذ طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 725 غارة، استهدفت فيها بالصواريخ قرى وبلدات ومدن بمحافظات دمشق، وحلب، والرقة، وإدلب، وريف دمشق، وحماه، ودرعا، والسويداء، والقنيطرة، واللاذقية، ودير الزور. في حين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 260 مواطنًا مدنيًا، هم 81 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و51 امرأة فوق سن الـ18، و128 رجلاً، جراء القصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة نحو 1500 آخرين من المدنيين بجراح، كما أدت الغارات وقصف البراميل المتفجرة إلى دمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق.
وأسفرت غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية على عدة مناطق في المحافظات السورية، عن مقتل نحو 80 مقاتلاً على الأقل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم «داعش»، وإصابة آخرين بجراح. ويقول المرصد إن عدد الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين أعلى من الرقم الذي تمكن من توثيقه، وذلك بسبب تكتم بعض الفصائل على خسائرها البشرية الناجمة عن هذه الغارات.
وصعدت القوات الحكومية هجماتها على مدينة حلب منذ يوم الجمعة 10 أبريل الحالي، وتزامن ذلك مع تصريح لمفتي السلطات الحكومية أحمد حسون عبر التلفزيون الحكومي، أكد فيه على ضرورة «إبادة» المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، في تحريض مباشر على القتل، اعتبرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان قصدا جنائيا لإهلاك المواطنين السوريين.
ووثقت الشبكة على مدى 5 أيام قصف القوات الحكومية ما يزيد على 43 قنبلة برميلية، وقرابة 12 صاروخًا فراغيًا. كما شن الطيران الحربي الحكومي أكثر من 46 غارة جوية مستهدفًا كثيرا من المراكز الحيوية، كمدرسة سعد الأنصاري، ومدرسة عبد الرحمن الغافقي، ومسجد سكر في حي بستان القصر، وسوقا للخضراوات في حي المعادي، إضافة لاستهداف القوات الحكومية كثيرا من الأحياء السكنية، كأحياء صلاح الدين، والمشهد، والمعادي، والشعار، وبستان القصر.
وبحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عدد الضحايا الذين قتلوا من قبل القوات الحكومية في حلب خلال الفترة المذكورة بلغ مائة شخص، بينهم 11 مسلحًا، و89 مدنيًا، أي إن نسبة المدنيين 98 في المائة من الضحايا، وبين المدنيين 22 طفلاً، و11 سيدة.
كما سجلت الشبكة مقتل سيدتين بقذائف الهاون من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة، أثناء قصفها حواجز تقع داخل أحياء خاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وهاجم تنظيم داعش بعض مواقع المعارضة المسلحة، وتم توثيق مقتل أحد المسلحين، وإصابة عدد من العناصر من فصائل المعارضة المسلحة بجروح.
في ريف حمص الشمالي أدخلت أول من أمس، منظمتا الهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي، قافلة مساعدات إنسانية، إلى مدينة الرستن المحاصرة من قبل النظام والخاضعة لسيطرة المعارضة. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن 20 شاحنة تحمل مواد غذائية وطبية دخلت إلى الرستن؛ حيث تم إفراغ حمولتها في مبنى الهلال الأحمر داخل المدينة، في حين توجهت 5 شاحنات أخرى إلى قرية الغاصبية شرق الرستن. وهي الأولى التي تدخل إلى الرستن منذ قرابة عام ونصف، حيث يقطن فيها نحو 60 ألف شخص يعانون من ظروف معيشية وإنسانية صعبة جراء الحصار الذي تطبقه القوات السورية النظامية على المدينة.
سياسيا، أعلن الفاتيكان أول من أمس أن مسؤولين مسيحيين من حلب وجهوا نداء «لكي لا تبقى مدينتهم مختبرا للأسلحة المدمرة» ونددوا بحصار يحول سكانها إلى «أشباه بشر».
ونشر التجمع الفاتيكاني للكنائس الشرقية هذه الرسالة بعدة لغات، التي كتبها بالعربية الأسقفان الأرثوذكسي والكاثوليكي في حلب ونقلها كاهن إلى لبنان.
وتعكس رسالتهم شراسة المعارك التي أوقعت «عشرات (الشهداء) من كل الأديان» في الأيام الأخيرة. وقالوا أيضا: «لم نر أبدا ولم نسمع عن مثل هذا الدمار من قبل! لقد تم سحب جثث من تحت الأنقاض، وغطت الأشلاء البشرية الجدران!».
الشرق الأوسط