“يا الله…دخيلك رح ينفجر راسي ،يا الله توقف هالأصوات القوية ما عاد فيني اتحمل …رحمتك يا الله”،
كان هذا صراخ مروة عندما أسقط الطيران الروسي الداعم للنظام صاروخه المدمر في20 من شهر ديسمبر العام الماضي الساعة الحادية عشر وعشر دقائق، فعند سماعها لصوت الطائرة أسرعت مع أختها الكبيرة إلى ما يسمى “غرفة الغسيل” وماهي إلا لحظات حتى سقط صاروخ روسي فوق المنزل في البناء الطابق الأخير وانفجر فيه محدثاً صوتا رهيباً حين فتحت مروة التي تبلغ من العمر 25 عاماً عيناها بصعوبة شاهدت أختها بجانبها ترتجف من شدة الخوف مذهولة لما حدث فاضت عيناهما بالبكاء “وحدك يا الله تعلم حجم الألم في داخلي” هكذا كانت تردد بحرقة قلب.
وماهي إلا دقائق معدودة حتى انتشرت فرق الإنقاذ “الدفاع المدني” وأسرعت لنقل المصابين من سكان البناء وعندها تماسكت نفسها قليلاً وأخذت تساعد أختها على الوقوف لتخرجا من المنزل المدمر.
لم تجد مروى منزلاً ولا سلالم الدرج ولا حتى مدخلا للبناء كيف إذاً ستخرج ؟ سألت أختها ما الحل لا نستطيع مغادرة المكان ..!
وكما يقال” ربك بيرفق بعباده” حيث أن والدة مروه كانت قد خرجت من البيت لشراء قهوة الصباح… “وأي صباح هذا” وحين عودتها للمنزل لم تشاهد منزلها بل شاهدت ركام منزل بالأمس كانت تسكنه لم تساعدها قدماها على الوقوف سقطت على الأرض منهارة من هول ما رأت أسرع رجال الإنقاذ لمساعدتها وهي تصرخ قائلة” بناتي دخيلكن ساعدوهم كانوا بالبيت” .
أسرع فريق الإنقاذ لإحضار رافعة تساعدهم للوصول للطابق العلوي وماهي إلا دقائق حتى أنزل المنقذين مروة و أختها بالرافعة وكما يقال الناجي من تحت القصف “مولود جديد” فرحة الأم بنجاة ابنتيها وشكرت ربها لسلامتهما والتفتت نحو بيتها تقول شاكية لربها” الله لا يوفقهم شقى عمري هدموه بثواني”.
لقد عمد النظام على تدمير المباني السكنية وطبعاً كلنا يعلم أن موسكو تدعي أنها تستهدف مسلحي تنظيم الدولة، ولكن سكان مدينة ادلب ورغم بساطتهم يقولون أن الروس يتسببون في مقتل المدنيين الأبرياء وأغلبيتهم من الأطفال بالمئات نظراً لقصفهم العشوائي لمناطق تكون بعيدة عن مناطق القتال فهم يستطيعون أن يميزوا بين الطائرات الروسية التي تلقي قنابلها وصواريخها من ارتفاعات شاهقة وبين المروحيات التابعة للنظام التي ترمي البراميل المتفجرة من ارتفاعات منخفضة نسبياً،
وتشهد سوريا منذ مارس 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 250 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان، داخل البلاد وخارجها”.
لم تستطع مروة البقاء في مدينة ادلب فقد كان الألم بداخلها كبيراً هاجرت إلى تركيا عن طريق” معبر باب الهوى” مع أسرتها وطبعا حالها كحال المغتربين الذين يغردون للوطن شوقا، فلسان حالها يقول “دخلك يا هوى لو قلتلك أنو ها لدنيا كبيرة و أنو المسافات بعيدة والشوق بقلبي ذبحني..بتوديني على وطني.!!
بيان الأحمد
المركز الصحفي السوري