مدينة الزبداني أحد أهم المصايف في سورية حيث تقع شمال العاصمة دمشق بحوالي 45 كيلومتر و تعد من أولى المدن التي ثارت على نظام الأسد عند اندلاع الثورة في منتصف آذار/مارس عام 2011.
قدمت مدينة الزبداني أكثر من 800 شهيد من ابنائها بعضهم في القصف الجوي والبعض الآخر استشهد خلال المعارك مع قوات النظام بعد انضمامهم لكتائب الجيش الحر.
تحررت مدينة الزبداني في أواخر شهر كانون الثاني/يناير عام 2012 لتكون إحدى أولى المدن السورية التي يتم تحريرها من قوات النظام لتشهد بعدها بدء النظام بالحصار الخانق و وقطع كافة مستلزمات المعيشة عن المدينة.
بدأ حصار قوات النظام للمدينة بعد تمكن الثوار من تحريرها فلم تعد حواجز النظام تسمح بدخول أي من مستلزمات الحياة إلى المدينة من أغذية و مستلزمات طبية لتبدأ المعاناة تظهر في المدينة بعد بدء المواد الغذائية والطبية بالتناقص في ظل قصف يومي تقوم به عناصر النظام على المدينة.
بدأت موجة نزوح كبيرة تجتاح الأهالي بعد قيام النظام بقصف المدينة بأول برميل متفجر في منتصف شهر حزيران/يونيو عام 2012 حيث سقط في سوق شعبي وسط المدينة أدى لوقوع العديد من المدنيين بين قتيل وجريح.
لم يستسلم ما تبقى من أهالي المدينة لقذائف النظام وغاراته الجوية، فحسب ما تم توثيقه من قبل اللجان المحلية في المدينة أن مروحيات النظام قامت بإلقاء أكثر من1700 برميل متفجر بالإضافة للعديد من الغارات الجوية والصواريخ خلال الحملة العسكرية الأخيرة.
حيث بدأ النظام في أوائل شهر تموز/يوليو من هذا العام بفرض حصار هو الأول من نوعه على المدينة في محاولة منه للسيطرة عليها بالتزامن مع قيام عناصره وطائراته بشن العديد من الغارات عليها لكن كتائب الثوار بقيت صامدة تحاول صد الهجوم الذي تقوم به قوات النظام.
تكبدت ميليشيات حزب الله خسائر فادحة في الزبداني حيث وصل عدد القتلى لأكثر من 110 قتلى خلال المعارك الأخيرة في الزبداني في حين ان اعداد قتلى النظام أضعاف قتلى حزب الله.
بعد تحرير جيش الفتح لمحافظة إدلب وقيام عناصره بمحاصرة قريتي الفوعة وكفريا والهجوم عليهما رضخ النظام لعقد هدنة مفادها ايقاف القصف والهجوم الذي تشنه عناصره والميليشيات الشيعية على الزبداني والسماح بإدخال مواد غذائية وطبية إلى المدينة مقابل عدم قيام الثوار باقتحام قريتي الفوعة وكفريا.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري