لم يسلم من سطوة النظام القمعية حتى كبار الإعلامين ممن يدينون له بالولاء وكانوا قد تعهدوا بدعم أعمى له لسنوات طوال من دون قيود.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
لم يشفع لها أنها من أبرز الوجوه التي تتصدر شاشة الإعلام الرسمي منذ أعوام، فقد أقدمت أجهزة النظام الأمنية قبل أيام، على اعتقال الإعلامية “هالة الجرف” في فرع الأمن الجنائي بدمشق، إثر عدة منشوراتٍ على حسابها، انتقدت الأوضاع المعيشية، كان أخرها في 22 كانون الثاني/يناير، كتبت فيها ”ليكن شعارك بالمرحلة القادمة خليك بالبيت والتزم الصمت المطبق”.
لم تصدر وزارة الإعلام أي بيان حول الاعتقال، إلا أن رئيس اتحاد الصحفيين في مناطق سيطرة النظام، أفاد لأحد المواقع المحلية بالأمس، توقيف الجرف لدى فرع مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع للأمن الجنائي بدمشق، لتجاوزها محظورات النشر.
هذه الخطوة ماهي بالجديدة ولا الطارئة؛ فقد عمد النظام في السنوات القليلة الماضية إلى اعتقال صحفييين وإعلاميين كمدير صفحة دمشق الآن عام 2018، والإعلامي رضا الباشا الذي اعتقل وسحبت رخصة عمله، لفضحه عمليات سرقة المنازل على يد جيش النظام وميليشياته، فضلاً عن الصحفيين عامر دارو وإيهاب عوض ورولا السعدي، وغيرهم بتهم تتعلق بنشر انتقادات للنظام على مواقع التواصل، عقب شرعنة النظام عقاب الجرائم الإلكترونية.
أصدر النظام عام 2011، قانون الإعلام الإلكتروني رقم “26”، اعتمد جملة من الضوابط الإعلامية وقوانين النشر عبر المواقع الإلكترونية. إلا أن القانون دخل حيز التطبيق مطلع آذار 2018، بعد إلحاقه بتفاصيل عن العقوبات لقاء الجريمة المعلوماتية، وأحدث محاكم خاصة عين لها 85 قاضيًا للبت بها.
وقد أفاد رئيس فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية في إدارة الأمن الجنائي لؤي شاليش، قبل أيام، خلال تصريح إعلامي أن ألفين و334 ضبطًا تم تسجيله لدى فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية العام الماضي.
يظهر جلياً إصرار النظام على قمع أي انتقاد يطال المنظومة الحاكمة، في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي من المقرر أن تقام في نيسان/ أبريل من العام الجاري.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري