تحالف الحرمان والخوف والجوع والعطش، في الأيام الماضية، على السكان المدنيين في ريف الحسكة، بينما يرقبون بحسرة تدفق قوافل الشاحنات إلى أسواق مدن المحافظة، التي لا يستطيعون التسوق منها ولا العمل فيها، في حين ينغص عليهم طيران التحالف فرحة الاحتفال بقدوم شهر الصيام.
وأفاد الناشط “ملاذ اليوسف”، بنقص كميات مادة الخبز، التي لا تغطي حاجة الناس في مناطق “الهول” و”الشدادي”، بسبب عدم توفر الطحين بالكميات الكافية، وبتسابق السكان على شراء بعض المواد المتوفرة في أسواق المدينتين، خشية استمرار ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية مع بداية شهر رمضان.
وقال الناشط اليوسف إن الأسواق خالية من الزحام خوفاً من غارات طيران التحالف العربي –الدولي على بلداتهم وقراهم، كونها تحت سيطرة تنظيم “الدولة”، بالإضافة لفرار الكثير من المدنيين إلى مناطق أخرى، جراء اقتراب المعارك من بلدة الهول جنوب شرق الحسكة.
وأضاف الناشط أن عوامل أخرى متمثلة في “غلاء المعيشة وارتفاع في الأسعار، مع قلة فرص العمل وازدياد الأخطار، وانقطاع التيار الكهربائي، وشح المياه التي يتم شراؤها من مناطق سيطرة النظام، دفعت الكثير من السكان وخاصة الشباب إلى النزوح عن مناطق مركدة، والشدادي، والهول إلى دير الزور أو حتى خارج البلاد.
وأشار الناشط إلى “تدهور الوضع الإنساني في منطقة عبد العزيز” بريف الحسكة الغربي، بعد المعارك التي دارت فيها بين مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المدعومين بطيران التحالف ضدّ عناصر تنظيم “الدولة”، حيث لازال الآلاف منهم ممنوعا من دخول قراهم الواقعة جنوب الطريق الموازية للجبل من الشمال”، مؤكداً أن “مسلحي الحزب يمنعون السكان من المصدر المائي الوحيد في الجبل، والمتمثل بنبع “مغلوجة”، ما أجبر السكان على شرب المياه المالحة، في وقت يعجزون فيه عن شراء الماء من تجار الماء في المنطقة، الذين يبيعون مياها ينقلونها بالصهاريج من مدينة رأس العين”.
ولفت اليوسف إلى أن تنظيم “الدولة”، الذي يستنفر عناصره في مناطق سيطرته، بدأ بإفراغ صوامع بلدة الهول من القمح ونقلها إلى مناطق أكثر بعداً عن مناطق المعارك، بينما فتح الطريق الشرقي أمام الشاحنات التجارية والمواد الغذائية باتجاه مدينة الحسكة، في حين منع بيع الفروج المثلج والمرتديلا في الأسواق الواقعة تحت سيطرته جنوب المحافظة.
*الألغام والطيران تحالف آخر ضد المدنيين
وفي الأثناء، قضى ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، جرّاء انفجار لغم أرضي من مخلفات المعارك بين حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم “الدولة”، والضحايا كانوا يركبون جرارا زراعيا في قرية “الصارلي” غرب مدينة رأس العين، حسب ما ذكر اتحاد شباب الحسكة.
وفي سياق متصل، قصف طيران حربي قرية “غزيلة” شرق مدينة الحسكة، فهرب بعض أهالي القرية مع المواشي الى قرية “الزنطري” قرب بلدة “الهول”، لكنهم دخلوا منطقة مزروعة بالألغام الأرضية، ما أدى إلى إبادة قطيع كامل من الأغنام، وفقا لمصادر محلية.
وكان أكثر من 10 مدنيين قتلوا، في انفجار ألغام أرضية مزروعة على الطرقات في ريف الحسكة الغربي، أخرهم رجلان من قرية “الدشيشة” غرب مدينة تل تمر.
الألغام والعبوات الناسفة، المتروكة في مناطق الريف الغربي، بدأت تعيق أعمال الحصاد التي تستلزم حصادات وجرارات زراعية، وذلك خشية انفجارها في الآليات وتدميرها، وبالتالي احتراق حقول القمح، التي أخّر موعد حصادها بسبب المعارك التي دارت فيها خلال الأشهر الماضية.
زمان الوصل