عمد النظام السوري بعد خروج محافظة ادلب عن سيطرته في آذار/مارس 2015، لقطع جميع الخدمات و الإمدادات القادمة إلى المحافظة لتشديد الخناق على المواطنين الذين بقوا داخل المحافظة بعد أن اعتبرتهم قوات الأمن حاضنة شعبية للإرهاب و المسلحين على حسب تعبيرهم.
قامت قوات الأمن و الجيش السوري بعد خروجهم من المحافظة، بممارسة شتى أنواع القصف العنيف و الممنهج بهدف تدمير البنى التحتية و الخدمات، كي لا يستفاد من بقي داخل المحافظة من تلك الخدمات.
و بعد سيطرة جيش الفتح على مدينة ادلب، تم تشكيل إدارة مدينة ادلب و التي كان هدفها الأساسي إعادة تفعيل الخدمات الأساسية قدر الإمكان، فقامت أولاً و بعد وقف النظام من إرساله للمواد الغذائية للمحافظة بتوزيع المعونات الغذائية و الإغاثية لأهل المدينة، ففي الفترات الأولى قامت إدارة مدينة ادلب بمساعدة بعض المنظمات التي تواجدت في بدء التحرير بتقديم السلل الطبية و الغذائية للعائلات القليلة التي تواجدت في المدينة.
بعد تحرير مدينة ادلب بعدة أشهر وتشكيل إدارة المدينة، قامت الإدارة بافتتاح المديريات التي توقفت عن العمل بعد خروج قوات النظام، فقامت بإعادة العمل في مديرية ” النفوس ” و توزيع الهويات على المواطنين كما قامت بافتتاح ” فرع الهجرة و الجوازات ” داخل المدينة و تسليم جوازات السفر الصادرة لأصحابها.
قامت إدارة المدينة بالعمل جاهدة على إعادة الخدمات الأساسية للمدينة كالماء و الكهرباء، فتم إصلاح خط كهرباء محطة ” الزربة ” و إرسال كميات الكهرباء المتوفرة إلى محطة ” سيجر ” للمياه، فتم بذلك إعادة ضخ المياه بشكل تدريجي إلى البيوت في المدينة.
و عملت إدارة مدينة ادلب على إعادة تشغيل مقاسم البريد لتوفير الاتصالات الأرضية الداخلية، كما تم نشر العديد من الشبكات الفضائية التي تتيح للمواطنين استخدام خدمة الانترنت في جميع الأوقات.
كما أُحدثت مديرية تربية ادلب و التي عملت جاهدةً على إعادة افتتاح المدارس بكافة مراحلها التعليمية، فقامت بورشات صيانة و تنظيف لبعض المدارس التي طالها القصف و بعض من آثار الدمار ليتم بعد ذلك افتتاحها و إعادة العمل بها.
و تم افتتاح عدد من المشافي الطبية و التخصصية التي قامت بمعالجة إصابات المواطنين نتيجة استهداف المدينة بالقصف العشوائي، كما قامت بعدة عمليات نوعية استثنائية لعدة إصابات الواردة بكافة الأعمار.
و مؤخراً تم افتتاح جامعة ادلب داخل المدينة، و التي تضم 25 فرعاً علمياً و أدبياً و معاهداً مختلفة، و تم التسجيل فيها بناءً على مفاضلة وضعتها لجنة من المختصين، سمحت تلك الجامعة لأبناء المحافظة ممن لا يستطيعون الذهاب للمناطق التابعة لسيطرة النظام بإكمال دراستهم الجامعية في أفرع مختلفة.
ما زالت إدارة المدينة تعمل جاهدةً و بكافة الطرق المتوفرة و الممكنة على إحياء المدينة و بناها التحتية في ظل عودة أهالي المدينة إليها بعد نزوحهم في بداية التحرير هرباً من آلة التدمير و القصف الشديدة.
المركز الصحفي السوري – محمد ربيع