ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن إيران تسعى لاستعادة جثمان ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني قتل في أبريل الماضي بجنوب سوريا. وهذا هو ثاني ضابط إيراني كبير يقتل في سوريا هذا العام.
ويأتي هذا الحادث ليميط اللثام ليس فقط عن خسائر إيران في سوريا، ولكن الأهم هو سقوط كذبة التفوّق العسكري للمقاتلين الإيرانيين في المعارك. والأمر لا يقف عند حدود سوريا، فقد صار مألوفا أن يشيّع الإيرانيون قيادات في الحرس الثوري سقطوا بالعراق وسوريا.
وقالت وكالة تسنيم للأنباء، التي تربطها صلات بالحرس الثوري الإيراني، إن هادي كجباف، وهو ضابط برتبة ميجر جنرال في الحرس، قتل قرب بلدة بصر الحرير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب من دمشق.
وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء من جهتها أن ثلاثة إيرانيين آخرين قتلوا مع كجباف بينهم رجل دين شيعي.
وكان كجباف أعلى الضبّاط رتبة في القوات المسلحة الإيرانية أي أنه أعلى رتبة من ضابط برتبة بريجادير جنرال في الحرس الثوري قتل في يناير بصاروخ إسرائيلي سقط في أراض سورية قرب هضبة الجولان المحتلة كما قتل الصاروخ عددا من مقاتلي جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية.
وأنهت السلطات الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة أسلوب التكتم على الخسائر، وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن عشرات الذين سقطوا في سوريا من ضباط الحرس الثوري، أو من ميليشيات شيعية باكستانية أو أفغانية دربتها إيران وألقت بها في المعارك دون خبرة كافية.
وأشار محللون إلى أن المعارضة السورية نجحت في كسر حاجز البطولة الذي رسمته إيران لمقاتليها، أو للميليشيات التابعة لها مثل حزب الله الذي أصبح الآن يجند أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما ويرسل بهم إلى الحرب.
ويرفض حسن نصرالله أمين عام حزب الله الاعتراف بأن المعارك في سوريا قضت على الصف الأول من خبراته التي شاركت في حرب 2006 مع إسرائيل، وأن عائلات مقاتليه أصبحت تمارس ضغوطا على الحزب الذي فقد أكثر من ألف مقاتل لوقف الحرب وسحب مقاتلين من سوريا.
ويوجد في سوريا عدد غير معروف من المستشارين العسكريين الإيرانيين الذين يدعمون الجيش السوري وفصائل تقاتل معه. وكانت إيران سرّبت منذ أيام بأن سوريا استقبلت نحو سبعة آلاف مقاتل إيراني وعراقي وأن هدفهم الأول الدفاع عن دمشق.
وتزامن ذلك مع تصريح منسوب لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والذي تعهد فيه بتقديم مفاجأة للعالم من سوريا. وتعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الآونة الأخيرة بدعم دمشق “حتى النهاية” بعد الانتكاسات التي لحقت بالأسد في ساحات القتال.
وقال مراقبون إن تصريحات روحاني وسليماني وخبر إرسال آلاف المقاتلين كان هدفها التأكيد على أن إيران مستمرة بدعم الأسد في ظل تسريبات تتحدث عن أن طهران وموسكو تناقشان صفقة مع دول غربية تقوم على رحيل الأسد وتشكيل حكومة انتقالية بين النظام السوري والمعارضة الوطنية.
وكشف الإيرانيون عن محدودية كبيرة في إنقاذ الأذرع التابعة لهم سواء في سوريا أو اليمن، خاصة أنهم دأبوا على دفع هذه المجموعات التابعة إلى خوض المعارك ويكتفون هم بالدعم الإعلامي والسياسي.
العرب