يترأس حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحكومة المغربية منذ عام “2012”، وجاء ذلك عقب موجة من ثورات الربيع العربي، لتنقل الإسلاميين إلى كراسي بعض الحكومات العربية.
ومازال ذلك الحزب يترأس المملكة المغربية إلى هذا اليوم، عقب زوال الحكومات الإسلامية من مصر وتونس وغيرها.
وجرى تأسيس حزب العدالة والتنمية في المغرب، وإطلاق ذلك الاسم عليه في عام 1998، بعد التحاق العديد من الحركات الإسلامية بالحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية.
بدأ الحزب حركته السياسية، ووصل إلى مجلس النواب تسعة أعضاءٍ منه في العام 1997، وظل معارضاً حتى ترأس الحكومة عام 2012.
الحكومة الإسلامية في المغرب بعد التطبيع
كان الحزب ومنذ تأسيسه رافضاً لأية أشكال من العلاقات مع الإسرائيليين، ومؤكداً رفضه احتلال فلسطين، وقد قدم فريقه البرلماني برفقة فرق أخرى عام 2013، مقترحا قانونياً يجرم أشكال التطبيع كافّة.
وقد عدّ الحزب، في بيان نشره في الحادي والعشرين من آب الماضي، أن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو دعم لعدوانه على الفلسطينيين، ومعاكسة لوحدة الصف الفلسطيني.
ولكن المفارقات حصلت بعد ثلاثة أشهر من ذلك البيان، فقد أعلن رئيس الحكومة تلك ” سعد الدين العثماني” قرار المملكة استئناف علاقاتها مع إسرائيل، وجاء ذلك بعد إعلان ترامب اتفاق المغرب وإسرائيل تطبيع العلاقات بينهما.
وجاء قرار التطبيع بعد محفزات قدمتها الولايات المتحدة للمغرب، منها إعلان السيادة على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط والجزائر، واتفاقيات أربع بين إسرائيل والمغرب، وقع عليها الطرفان في أول زيارة إسرائيلية رسمية للرباط يوم الثلاثاء 22 كانون الأول/ ديسمبر، تتضمن تسهيل اتصالات وتفاهمات استثمارية بين الطرفين.
أثار موقف الحزب الحاكم الرمادي موجة من الانتقادات؛ وذلك لمواقفه المغايرة لما صرح به سابقاً، فلم يبين موقفاً من التطبيع، بل اكتفى باعتراف واشنطن بالسيادة على إقليم الصحراء.
وجاءت الانتقادات من قلب الحزب، فقد عبرت حركة التوحيد والإصلاح التابعة للحزب عن رفضها لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيونية، وأن ما أقدمت عليه الحكومة المغربية مؤسفٌ ومرفوض.
وقد عدّ بعض المتابعين أن ذلك الموقف الذي اتخذه المغرب هو موقف اضطراري، وأن حاجته لإنهاء ملف الإقليم الصحراوي دفعه لذلك العمل.
أمّا عبد الإله بكران، الأمين السابق للحزب، فقد عدّ ما فعله الحزب موقفاً مشرفاً، وأنه لم يخذل بلده بخصوص القرارات الأخيرة حيال الصحراء والعلاقات مع إسرائيل.
ولا يزال الحزب إلى اليوم يواجه موجة من الانتقادات، وذلك منذ 10 كانون الأول/ ديسمبر وإعلانه التطبيع مع إسرائيل؛ ليخسر لقب المقاوم والمناضل ويظهر بزي المتلون والرمادي.
إبراهيم الخطيب