وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية العلاقة الدبلوماسية بين روسيا وأمريكا حول سوريا بقولها أنهما “خصمان يحتاجان بعضهما”، مؤكدة أن التعاون بين الدولتين هو الحل الوحيد لإحلال السلام في سوريا انطلاقا من وقف الأعمال العدائية.
وأشارت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها إلى أن الأزمة السورية استمرت، في حين أن الدبلوماسية لم تكن مجدية لتنهي العنف أو على الأقل تقلله.
واستدركت “الجارديان” مشيرة إلى أن وقف الأعمال العدائية تم التوافق عليه من معظم الأطراف المتحاربة، ويبدو أنه صامد حتى الآن، بينما منح معظم المراقبين الهدنة فرصة، لأنها قد تحفظ مصالح الأطراف الرئيسية المستقبلية بطريقة مختلفة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا لن يختصر العرف، لكنه قد يقلل دوره في الصراع، في فوضى “معقدة وخطيرة” يعارض بها الأطراف بعضهم البعض، مشبهة سوريا بأنها “تقاطع سريع للطرق في أجواء سيئة، تهدد بعدة حوادث بأي لحظة“.
وأكدت “الجارديان” أن وقف إطلاق النار سار حسب شروط روسيا، مما يخدم نظام بشار الأسد، كما أنها تعرضت لكثير من الخروقات، وسط مخاطر من اصطدام روسي تركي، مما جعل تهديد الحرب المتوسعة الدافع الأكبر في المفاوضات التي أدت لوقف الأعمال العدائية.
ونقلت عن العاهل الأردني عبد الله الثاني قوله إن “التدخل الروسي هز الشجرة”، كما أنه غير الحالة في البلاد.
وفي البداية، لم يبد التدخل الروسي مؤثرا، لكنه ثقل الأسلحة الروسية بدأ يظهر، وتغيرت التوجهات، إذ أن الروس أنقذوا النظام وعززوه لمرحلة بدا أن إسقاطه أصبح بعيدا، بحسب الصحيفة.
ولم يكن الثوار السوريون راغبين تماما بالتوجه نحو الحرب، لكن نجاح موسكو بإنقاذ النظام قدم الحل العسكري على الحل السياسي، في حين أن روسيا لن تسعى لتثبيت النظام عسكريا للأبد.
ويبقى الهدف الروسي هو تأمين جهة سورية، وحليف ووكيل، قد لا يكون رئيس النظام السوري متوافقا لتحقيق هذه الهدف، أو بمساعدته لاستعادة السيطرة الكاملة على سوريا، في هدف واقعي لذلك.
وكانت موسكو تتحدث لعدد من الشخصيات المعارضة، وفهمت أن القليل فقط يرغبون بالتعاون لأجل نظام لم يتغير، ويجب أن يكون هناك تسوية داخلية للأغلبية العربية السنية والأكراد، وليس أولئك الموالين للنظام فقط.
وأوضحت “الجارديان” أن عملية مشتركة ضد تنظيم الدولة، من النظام والثوار، هي حل سريع مخادع، مؤكدة أن الحفاظ على سوريا غير مقسمة الآن “مهمة شاقة“.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم يقم بدوره جيدا، إذ أن أمريكا خسرت نفوذها على دمشق قبل أعوام، عندما غضبت في وجه الأسد، كما خسرت أكثر عندما قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم ضرب المواقع السورية بعد استخدام النظام السوري للقنابل الكيميائية.
واختتمت بالقول: “كيري أخذ مشروع روسيا وحاول ثنيه بحيث يخدم مصالح أمريكا وأوروبا وغيرها”، موضحة أن كلا من روسيا وأمريكا يحتاجان بعضهما، لكنهما في الوقت نفسه يحاولان استغلال بعضهما.
وتابعت: “هذا قد ينحرف، لكنه الحل الوحيد المتاح، والمخرج الوحيد للشعب السوري الذي يعاني“.
*ترجمة خاصة بموقع الإسلام اليوم