طالبت صحيفة /الجارديان/ البريطانية لندن وواشنطن بالمساعدة في إصلاح ما تسببتا فيه من تفاقم لأزمة اللاجئين السوريين، حيث سارعت القوى الغربية إلى دعم العمل العسكري في منطقة الشرق الأوسط، والآن نفدت المساعدات الغذائية فأصبحت الحاجة ملحة لتكثيف الاستجابة الإنسانية.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني يوم أمس الثلاثاء، إن الحكومات الغربية أنهكتها الحروب في الدول الإسلامية والتي أسفرت عن سقوط العديد من ضحاياها، ويتضح ذلك في التقارير التي تدور حول نفاد أموال الأمم المتحدة في التخفيف من موجة اللاجئين التي تنتشر الآن في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن حوالي 4 ملايين شخص يعيشون في المخيمات التي تعتمد على برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ناهيك عن المخيمات الاخرى التي سببتها حروب في السودان والصومال واتحاد أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى اضطرار حوالي مليون مواطن سوري للفرار إلى لبنان ومليون آخرين إلى الأردن، مما أدى إلى خلق مدن صحراوية جديدة يعصفها الكسل والمرض.
وأشارت الجارديان إلى أن المبالغ النقدية التي توفر السيولة للمخيمات وتحافظ على الإمدادات الغذائية على وشك الانتهاء، حيث نفدت الأموال التي قدمتها الأمم المتحدة وحدها والتي تبلغ حوالي 500 مليون جنيه استرليني إلى المخيمات الأردنية، وسيتم تخفيض الحصص الغذائية، بل وبدأت الحكومات المضيفة التي تواجه على ما يبدو هجرة بشرية متواصلة، في غلق حدودها، وها هي الوسائل التي يستخدمها العالم في التخفيف من هذه المعاناة، تنضب.
وأوضحت الصحيفة أن أمريكا وبريطانيا وحلف شمال الأطلنطي /ناتو/ لعبوا دورا رئيسيا في اضطراب المنطقة والانغماس في “حروب الاختيار” في صربيا وأفغانستان والعراق وليبيا، وعلى مدار عقد من الزمان، تمكنوا من الإطاحة بأنظمة إما بمقاتلة أو دعم المتمردين بالقنابل والقوات، في الوقت الذي لم يتمكنوا فيه من إحلال السلام.