صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية
التنسيق بين خصوم بشار الأسد الإقليميين يتنامى، وعلامات على الشقاق داخل صفوفه تثير تساؤلا من جديد حول ما إذا كان سيضطر إلى تقديم تنازلات للبقاء فى السلطة، وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد، وبعد تشبثه بالسلطة أربع سنوات في ظل انتفاضة مسلحة، يواجه سلسلة من الانتكاسات فى أرض المعركة، والتي يمكن أن تفرض ضغوطا جديدة على تماسكه الداخلي، وفي حين أنه لا يوجد مؤشرات بعد على أن الأسد يخطط ليلقي بإستراتيجيته المتشددة ضد المعارضة المسلحة، فإن سلسلة من التقارير الأخيرة التي تحدثت عن عمليات قتل واختفاء مريبة تشير إلى وجود توترات محتملة تتطور داخل نظامه، ويقول بعض المراقبين إنه لو استمر اتجاه نجاحات المعارضة، مما يفرض ضغوطا أكبر على الجيش السوري المنهك بالفعل، فإن تلك التوترات الداخلية التي يجرى الحديث عنها ربما تضغط على النظام ليدرس في النهاية التسوية التفاوضية، ونسبت الصحيفة إلى روبرت فورد، الخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والسفير الأمريكي السابق في سوريا، قوله إن الحسابات تتعلق بخفض الخسائر والتمسك بمنطقة رئيسية تدعم النظام، وأضاف أن تطور الأحداث سيدفع في غضون أشهر بعناصر مختلفة داخل النظام إلى البدء في التفكير فيما إذا كانت وجودها على الأرض معقولا أو أن عليها البدء في التفاوض على اتفاق ما في صالح النظام، بينما يبقى لديهم بعض المزايا النسبية فيما يتعلق بالسيطرة على بعض المناطق المأهولة بالسكان والقوة الجوية، وأشارت الصحيفة إلى مايقوله المحللون والدبلوماسيون الإقليميون بأن تراجع “النظام السوري” في إدلب والجنوب يرجع جزئيا إلى أن أعداءه الإقليميين، ولاسيما السعودية وتركيا وقطر والأردن، يتفقون على الحاجة لتوحيد فصائل المعارضة للإطاحة بالأسد، ونسبت إلى دبلوماسي غربى مقيم بالشرق الأوسط، القول: إنه في السابق كان هناك أربع قوى تحارب بعضها البعض، وهي جبهة النصرة و”داعش” والمعارضة المعتدلة والنظام، والآن، يواجه الجميع النظام، وقد غير هذا الأمر برمته، وكان مفاجئا بشدة.