المشهد السياسي:
اعلن «الائتلاف الوطني السوري» انطلاق اجتماع هيئته العامة الثامن عشر في مدينة إسطنبول التركية، الذي سيتم خلاله انتخاب قيادة جديدة سيكون عليها اتخاذ موقف من الدعوة الروسية لعقد حوار بين المعارضة والنظام في موسكو أواخر هذا الشهر. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية في باريس، أن القيادة الروسية أبلغت المعارضة السورية أن مصير بشار الأسد «لن يناقش» خلال اجتماع موسكو، وستجري اللقاءات في ذهنية استمرارية الحوار الوطني، كما هو موجود في نص «جنيف- ١». وقالت مصادر ديبلوماسية غربية أن موقف الإدارة الأميركية من الحوار الذي ترعاه روسيا «حيادي.
وفي باريس، قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن موسكو طلبت من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، أن تعمل كي لا يكون إعلامها «سلبياً» إزاء الاجتماعات التي ستعقد بين بعض عناصر المعارضة السورية والنظام في العاصمة الروسية في ٢٧ و٢٨ كانون الثاني (يناير) الجاري. وتابعت أن موسكو أبلغت المعارضة السورية أن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد أو رحيله «لن تُناقش» خلال اجتماع موسكو، وأضافت أن الرسالة التي بعثت بها موسكو إلى المعارضة هي عقد مؤتمر في ذهنية استمرارية الحوار الوطني، كما هو موجود في نص جنيف- ١. لكن المصادر رأت أن موسكو تسعى إلى التركيز على الحوار الوطني الوارد في «جنيف- ١» من دون التطرق إلى ما هو أهم في هذا البيان، وهو هيئة الحكم الانتقالية ومسألة تخلي الأسد عن سلطاته لها.
قالت مصادر فرنسية، إن اجتماعات موسكو تهدف إلى تقسيم المعارضة السورية التي ما زالت مختلفة في ما بينها في شأن قبول الدعوة الروسية أو رفضها. ويُتوقع أن تتمثل الحكومة السورية في حوارات موسكو بوفد يضم بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري.
الى ذلك قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، «إن الدعوة الروسية واضحة وصريحة فهي تدعو إلى لقاء له صفة التشاور والتمهيد لخطوات لاحقة قد يكون بينها مؤتمر حوار سوري- سوري، كما أنها تأتي من دون شروط مسبقة وتعكس حرص روسيا كدولة على حل الأزمة في سورية». وتابع «أن السيادة الوطنية والإرادة الشعبية ليستا مادة للحوار».
في السياق ذاته قال رئيس اللجنة القانونية للائتلاف، هيثم المالح: “أنه سيعرض في اجتماعات إسطنبول، مقاطعة الدعوة الروسية لاستضافة مفاوضات بين القوى المعارضة ونظام الأسد في موسكو” في الـ29 من الشهر الحالي، متمنيًا أن “يصدر الاجتماع قرارًا بمقاطعة مفاوضات موسكو”، معتبرًا أنه لا جدوى من ورائها.
كما أوضح “المالح” أنه “لا يمكن أن نأمن إلى الدور الروسي، فكيف بنا نأمن موقفه خلال هذه المفاوضات المصيرية؟!”، متسائلًا: “هل نذهب إلى من يدعم القاتل ويقف إلى جواره؟!”.
كذلك علق الكاتب سمير العيطة على “اللقاء التشاوري” الذي دعت إليه روسيا لبحث حل سياسي للأزمة السورية في العاصمة موسكو قائلاً” “إنها خطوة تقع، مبدئياً، في محلها الصحيح، لأن المحاولات السابقة كانت جزءاً من الحرب ولم تكن تعبيراً صادقاً وفعلياً عن مساعٍ لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.”
ويضيف مزرعاني قائلا: “لا شك في أن مجرد الجنوح نحو الحوار، وبالتالي، الحل السياسي، هو أمر مرحب به اليوم وغداً. من هذا المنطلق تقع على منظمي لقاء موسكو أعباء كثيرة لكي يكون فعلاً خطوة أولى في مسار طويل للبحث عن حل سياسي لأزمة فاق تعقيدها كل الحسابات.”
ويضيف الكاتب بأن روسيا “دولة صديقة وحليفة ومؤتمنة على الحوار وهي لن تسعى إلى فرض أي حل لا يتفق مع مصالح السوريين ورغباتهم، وجهودها تستحق الإشادة والثناء”.
أكد علي عبد الكريم، سفير نظام الأسد في لبنان، أن نظامه تفهم الإجراءات التي فرضتها السلطات اللبنانية على دخول السوريين ومنها ضرورة حصولهم على تأشيرات، واصفا هذه الإجراءات بأنها معادلة لإيجاد عوامل تنظيمية نتيجة ضغوط كبيرة، وقال – في تصريح عقب لقائه برئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص- إن موضوع دخول السوريين وخروجهم يحتاج تنسيقا وتكاملا بين الجهات المعنية في البلدين، وأظن أن الخطوات التي اتخذت فيها ملامح أفضل من الإجراءات السابقة، ونحن مع الحكومة اللبنانية، وهذا الأمر يحتاج تشخيصا صحيحا وتنسقا يتكامل فيه البلدان، وأضاف أن هذه الإجراءات هي معادلة لإيجاد عوامل تنظيمية نتيجة ضغوط كبيرة ربما ساهمت فيها الأوضاع التي يعانيها لبنان، ونحن نقدرها ونتفهمها.