ريم أحمد.
في مدينة حمص سمحت قوات النظام بدخول شاحنات محملة بالمواد الغذائية والخضار إلى حي الوعر.
وفي سياق متصل، قالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 32% من مساعداتها في 2014، ذهبت إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وأوضحت المنظمة، عبر تغريدات بموقع “تويتر ونقلتها وكالة الأناضول ، أن “حجم العلاجات التي ساهمت بها المنظمة وشركاؤها، للمحتاجين في سوريا، عام 2014، بلغ 13.8 مليون دولار”.
بدوره، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، أن : “يتعين أن تحرك هذه الأزمة الإنسانية التي هي الأسوأ في عصرنا هذا موجةً كبيرة من الدعم، إلا أن المساعدات تتضاءل. ومع نقص التمويل للنداءات الإنسانية، ليس هناك ما يكفي من المساعدات لتلبية الاحتياجات الواسعة – وما من دعم إنمائي كافٍ للبلدان المضيفة الغارقة تحت الضغط الذي يفرضه ارتفاع عدد اللاجئين.” وأشار كذلك إلى أنه مع التدفقات الجماعية للاجئين السوريين في الأعوام الأربعة الماضية، باتت تركيا الآن أكبر بلد مضيف للاجئين في العالم وقد أنفقت أكثر من 6 مليارات دولار أميركي كمساعدات مباشرة للاجئين.
هذا ويعاني ملايين الأطفال من صدمات نفسية ومن مشاكل صحية. وقد تضررت ربع المدارس في سوريا أو تعرضت للدمار أو تم استخدامها كمأوى. كما تعرضت أكثر من نصف المستشفيات في سوريا للدمار.
هناك أكثر من 2.4 مليون طفل داخل سوريا خارج المدارس. ومن بين اللاجئين، فإن نصف الأطفال تقريباً لا يحصلون على التعليم في المنفى. وفي لبنان، يفوق عدد اللاجئين الذين هم في سن المدرسة القدرة الاستيعابية للمدارس الرسمية كافة في البلاد، وهناك 20 في المئة فقط من الأطفال السوريين يرتادون المدارس. ويمكن رؤية أرقام مشابهة في صفوف اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات في تركيا والأردن.
وبالاطلاع على الأوضاع المأساوية في مدينة حلب، في الشمال السوري، فقد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، أن المدنيين المصابين بجروح بالغة في حلب بفعل البراميل المتفجرة التي تلقيها القوات السورية النظامية هم بحاجة لجراحة وكراسٍ نقالة وأطراف صناعية، وذلك بمناسبة بدء العام الرابع للنزاع في سوريا.
وأوضحت المنظمة أنه بسبب النقص الحاد في التجهيزات الطبية والعناية الضرورية بعد العمليات الجراحية، يصبح الأطباء مضطرين أحيانا إلى القيام بعمليات بتر، في حين أنه في الأوقات العادية يمكن إنقاذ أطراف الجرحى.
وأشارت المنظمة ومقرها باريس في تقرير عن الوضع في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في ثاني أكبر مدن سوريا، إلى أن إيجاد كرسٍ متحرك هو شبه مستحيل، وهناك نقص في الأطراف الصناعية.
وفي حين كان عدد الأطباء العاملين في حلب قبل الحرب حوالي 2500 فإن ما لا يقل عن 100 طبيب مازالوا يعملون حاليا في المستشفيات التي لاتزال تستقبل المرضى في المدينة، حسب منظمة أطباء بلا حدود. وقالت إن “كل الأطباء الآخرين فروا من المدينة أو هجروا منها أو خطفوا أو قتلوا”.
قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ، أن نحو 14 مليون طفل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يعانون جراء الصراع المتأجج في سورية وعدة مناطق من العراق.
وحذر الصندوق من أن كثيرا من الأطفال في المنطقة لم يعرفوا السلام مطلقا، وأن الصراعات حالت دون حصولهم على الضروريات الأساسية، والرعاية الصحية، والتعليم.
وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسيف، إنه “بالنسبة لأصغر الأطفال، هذه الأزمة هي كل ما يعرفون، أما بالنسبة للمراهقين ومن هم في سنوات التكوين، فإن العنف والمعاناة قد ألقيا بظلالهما على ماضيهم، بل ويشكلان مستقبلهم”.
وحذر المسؤول من أن الجيل الصغير في كلا البلدين يواجه خطر الضياع في دوامة العنف، وطالب الصندوق باستثمارات على المدى البعيد للوفاء باحتياجات الأطفال والمراهقين، وتزويدهم بالمهارات، وتحفيزهم على بناء مستقبل أكثر استقرارا لأنفسهم.
وقالت اليونيسيف: “مع دخول الصراع في سورية عامه الخامس حاليا، يظل الوضع بالنسبة لأكثر من 5.6 مليون طفل داخل البلاد بائسا إلى أقصى حد”.
و في اطار سلسلة المشاريع التي تقوم بها “الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا” تم الإعلان اليوم عن 3000 منحة دراسية للطلاب والطالبات السوريين اللاجئين الى لبنان، وذلك في 52 مدرسة في كل المناطق اللبنانية و التي تأتي بالتعاون مع “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” .
قال مدير “الحملة السعودية الوطنية لنصرة الاشقاء في سوريا” وليد جلّال، في كلمته، ان “التعليم رسالة مقدسة تجري في عروقنا كاستمرار الحياة فينا”.
واضاف جلّال انه لذلك “الحملة لم تغفل عن توفير افضل بيئة مناسبة لتطبيق تلك الرسالة التعلمية السامية للطلبة والطالبات كي تكون عونا لهم في تخطي الصعاب والظروف القاسية التي مروا بها وذلك عن طريق الاشراف التربوي والنفسي وتوفير الانشطة الترفيهية المكملة وتقديم برامج نفسية متخصصة حسب كل حالة”.
وشدد على أن “هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع اطلقتها الحملة في شتى المجالات سواء الغذائية او الطبية او الايوائية وهي مشاريع تمس حاجة النازحين السوريين وتخفف عنهم ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها”.
ومن جهتها قالت النائب في البرلمان اللبناني ورئيسة اللجنة النيابية للتربية والتعليم بهية الحريري، في كلمتها بالحفل، “من شأن هذه المبادرة بدعم 3000 طالب وطالبة في 52 مدرسة خاصة على امتداد الاراضي اللبنانية تساعد هؤلاء الطلاب على متابعة تحصيلهم العلمي وتساعد المدارس على استكمال رسالتها”، مذكرة بما “تتحمله الحكومة اللبنانية عبر وزارة التربية والتعليم في المدارس الرسمية من استيعاب كبير للطلاب النازحين من سوريا”.
وأكدت أن “اهمية هذه المبادرة انها لن تتوقف عند تأمين المساهمة المالية للمدارس والطلاب بل تتعداها لاستحداث برامج للدعم النفسي والاجتماعي والتي ستطال حوالي 5000 طالب وطالبة من النازحين السوريين وزملائهم اللبنانيين وتعزيز قدرات المدرّسين ومجموعات من اهالي هؤلاء الطلاب”.