عبد الباسط سيدا – صحيفة الحياة اللندنية
أن تركيا من موقعها العَلماني، وبحكومتها الإسلامية، وبفعل إمكانياتها الميدانية والمادية، ومحاذاتها لساحات المعارك، وتفاعلها المستمر مع المتغيرات الجارية في كل من العراق وسورية، تستطيع أن تفعل الكثير، لكن فعلها لن يكون مقبولاً وفاعلاً كما ينبغي من دون دعم سعودي، موضحا أن هذا الدعم سيوفر لها الغطاء العربي والرمزية الإسلامية، الأمر الذي سيجنّبها الكثير من المشكلات على المستويين الإقليمي والداخلي، وحتى الدولي، ورأى الكاتب أن التفاهم التركي السعودي، بخاصة في ظل القيادة السعودية الجديدة وتفكيرها الواعد، أمر لا استغناء عنه، والتعاون بينهما لتجاوز العقدة المصرية من المسائل الحيوية الضرورية، منوها إلى أن العمل المشترك بينهما مهم إلى الحد الأقصى، على أن يعتمد استراتيجية شاملة متكاملة بأبعادها السياسية والعسكرية والتنموية والتربوية، استراتيجيةً ترتكز على مبدأ التعاون والتنسيق مع القوى الإقليمية الفرعية مثل الأردن وقطر والإمارات وإقليم كردستان العراق، وشدد الكاتب على أن كل ذلك سيساهم في الحد من تصاعد وتيرة التشنّج المذهبي في المنطقة، وسيكون رسالة قوية لإيران مفادها: بأن سياسة التدخلات عبر قوى ومنظمات متعددة الأسماء وحيدة المضمون لم تعد مجدية، وخلص إلى أنه في ذلك انقاذ للمنطقة ولإيران نفسها، وضمانة لحقوق الجميع من دون استثناء.