المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 28/4/2015
أربعة أعوام ولم ترتوِ بعد أرض سورية بدماء الشهداء النبيلة والزكية، أربعة أعوم مضت ولم يكتفي المجتمع الدولي من دماء السوريين، أربعة أعوامٍ مضت ولم ينتهي العالم من الشجب والإستنكار والقلق تجاه ما يحصل في سورية، أربعة أعوام مضت وشعب سورية يقدم قوافل الشهداء في سبيل نيل حريته وكرامته.
يستحوذ تنامي نفوذ “الدولة الاسلامية” على اهتمام كبير من المجتمع الدولي، ولقد تشكل تحالف دولي من أجل القضاء على تنظيم الدولة وضرب معاقلهم في كل من سوريا والعراق، إلا أن طيران التحالف هذا أخطأ أهدافه، موقعاً عشرات القتلى من المدنيين السوريين، وكأن السوريين لم يكن ينقصهم إلا طيران التحالف، لكي يدمر بلدهم ويقتل أولادهم، رغم كل ما فعله الاسد من جرائم ضد الإنسانية بحق هذا الشعب الأبي، جاء التحالف الدولي لكي يدمر مالم يتم تدميره على أيدي نظام الأسد.
هذا ماأكده “أبو ياسر” 55 عام من مدينة “الرقة” يقول “أبو ياسر” لايميز طيران التحالف بين المدنيين وبين عناصر تنظيم الدولة، لقد قتل ولدي 24 عام أثناء تواجده بجانب سوق الغنم، وكان عدد من أفراد التنظيم يجمعون الزكاة من التجار عندما استهدفهم طيران التحالف، وكان ولدي من بين القتلى وهناك أربعة مدنيين أيضاً قتلوا بنفس الحادث.
إن الذي يحصل في سوريا يشكل أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، ولا أحد يكترث لهذه الكارثة، وما زاد الطين بلة كما يقول سكان سوريا هو استهداف طيران التحالف لبعض السكان المدنيين، وينتهج النظام السوري خطابا اكثر ثقة منذ استنفار المجتمع الدولي ازاء الخطر الذي يشكله تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يزرع الرعب في مناطق سيطرته في العراق وسوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده وزير خارجية النظام وليد المعلم قال “نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب”، وعما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال “اهلا وسهلا بالجميع”.
واضاف ان سوريا مستعدة للتعاون “من خلال ائتلاف دولي او اقليمي او من خلال تعاون ثنائي”، وأضاف ان من يريد توجيه ضربات عسكرية للتنظيمات الارهابية على الارض السورية “لا يوجد لديه مبرر الا بالتنسيق معنا، وأي شي خارج عن ذلك هو عدوان”.
من كلام هذا الوزير يتضح أن طيران التحالف لاينفذ أي غارة إلا والنظام السوري على علم بها.
لقد ذكرت مصادر أهلية يوم الاثنين 9 آذار 2015 أن أكثر من خمسة وعشرين شخصا لقوا مصرعهم، في غارة جوية شنها قوات التحالف على مصفاة نفطية تحت سيطرة تنظيم الدولة شمال شرقي بلدة تل أبيض قرب الحدود مع تركيا، وذكرت المصادر أن من بين ضحايا الغارة عمالا بالمصفاة إلى جانب عناصر من التنظيم.
وفي تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه ارتفع إلى 2079 على الأقل، عدد الذين تمكن المرصد من توثيق استشهادهم، جراء غارات التحالف العربي الدولي، وضرباته الصاروخية على مناطق في سوريا منذ فجر الـ 23 من شهر أيلول / سبتمبر 2014، وحتى فجر اليوم، الـ 23 من شهر نيسان / أبريل من العام 2015، كما أصيب مئات آخرون بجراح في الغارات والضربات ذاتها.
من ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 66 شهيداً مدنياً سورياً، بينهم 10 أطفال و6 مواطنات، استشهدوا جراء ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية ومباني وآليات، في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب.
ولا يوجد أي مبرر لقتل المدنيين بحجة محاربة الإرهاب، لقد قتل النظام السوري مايزيد عن 220 ألف شخص وشرد 11,2 مليون منذ بدء النزاع السوري في العام 2011، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تحالف المجتمع العربي والدولي على الشعب السوري؟