عربي21- بلال ياسين
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا عن الخلاف بين الرئيس بشار الأسد وقريبه رجل الأعمال رامي مخلوف، نقل فيه تصريحات لريبال الأسد ابن عم رئيس النظام السوري بشار، معلقا على هذه الأزمة التي تعصف بالعائلة التي تحكم البلاد.
وروت الصحيفة عن ريبال، أنه اختلف في صغره مع ابن عمه بشار رئيس النظام السوري حاليا، خارج مطعم في دمشق، وانتهى به الأمر محتجزا من جنود لوحوا بأسلحتهم بوجهه.
وقال إنه يستطيع الحديث عن خلافات العائلة، وما يجري بين الرئيس الأسد وابن خاله مخلوف الذي كان يعد سابقا “صراف النظام”.
وتجاهل الإعلام الرسمي للنظام السوري، الخلاف الذي أثار دهشة أعداء وأصدقاء النظام على حد سواء.
ويأتي الخلاف بعد لهجة انتقاد حادة تعرض لها نظام الأسد من أهم حليف وداعم له، روسيا، وسط خلافات بين بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين حول الكيفية التي يجب أن تنتهي فيها الحرب الأهلية ومن ثم إعادة بناء البلاد.
وهناك من يشك في محاولة رامي مخلوف استغلال حالة الغموض والوصول إلى السلطة. ولو كان هذا الكلام صحيحا فسيكون خطأ، كما يقول ريبال الأسد، 44 عاما، الذي قال للتايمز: “هناك من اختفى تماما، لأن النظام اعتقد بأنهم يمثلون تهديدا عليهم”.
وأضاف: “خرج هذا الرجل (رامي) تحدث بأمور تهديدية، والتحدث بهذه الطريقة في بلد غربي قد يكون عاديا، أما في سوريا، فلن يقبلوا أبدا هذه الطريقة في الكلام”.
وانتشرت شائعات في المنطقة بأن مخلوف، 50 عاما لم يعد مناسبا للنظام الذي حجز على جزء من إمبراطوريته، بما فيها “سيرياتل”، التي تعد أهم شركة موبايل في البلاد.
إلا أن الطريقة التي تحدث بها مخلوف عن إحاطة الرئيس نفسه بمجموعة جديدة من المحاسيب الذين أثروا وملأوا جيوبهم بالمال، فيها لهجة تحريض لا يمكن تعليلها، خاصة أن والد ريبال، وهو رفعت الأسد، 82 عاما، الذي ساعد شقيقه حافظ الأسد على الوصول إلى السلطة عام 1970، واختلف معه بداية الثمانيينات من القرن الماضي، يقضي وقته اليوم ما بين باريس ولندن في المنفى.
ومات حافظ عام 2000، مخلفا ابنه بشار لقيادة بلد حكمه بالحديد والنار، وفق تعبير الصحيفة.
ومع بدء محاولات بشار تحرير اقتصاد البلاد، كان مخلوف هو المستفيد الأول من هذه الجهود، حيث بنى إمبراطورية مالية تقدر بخمسة مليارات دولار، لكنه في الفيديو قال إنه لا يستطيع دفع مبلغ متواضع طلبه منه وهو 230 مليون دولار.
ويعلق ريبال على ذلك بالقول: “هذا مبلغ ضخم، لكن ليس على رجل يحصل على عائدات سيرياتل وشركة النفط وغير ذلك”.
وتحدثت الصحيفة مع ريبال بالهاتف، حيث يعيش الآن في إسبانيا.
وقال ريبال الأسد: لم يمنحوه هذا المال لكي يحتفظ به لنفسه، فقد حصل عليه لسبب، ولا يستطيع الرفض لو طلبوا منه 200 مليون دولار الآن، فهذا غير منطقي”.
وقال ريبال: “العائلة تعيش مشاجرات دائمة”، مضيفا أنه كان عمره تسعة أعوام عندما خرج مع عائلته إلى المنفى بعد اتهام والده بترتيب انقلاب ضد شقيقه حافظ.
ولكن ريبال عاش سنوات في سوريا، حتى مواجهة عام 1994 في دمشق، وقال عنها: “تحدث معي بشار حينها بطريقة سيئة، ورددت عليه”. ثم وصف كيف حضر جنود أطلقوا النار في الهواء عندما كان يحاول ركوب طائرة والسفر، وأنهم أجبروه على تسليم نفسه. ولكن أفرج عنه لاحقا، إلا أن المشاجرات لم تنته في العائلة.
ففي عام 1999، أطلق ماهر الأسد النار على زوج أخته بشرى، آصف شوكت، وأصابه في بطنه. ونجا شوكت من الحادث، وظل يخدم النظام حتى مقتله عام 2012.
ولا يزال رفعت يعيش في باريس، ولكن ولدين وابنتين من أبنائه الـ16 لا يزالون في سوريا، وبعيدا عن السياسة، ومعظمهم بعيد عن الأضواء بشكل ترك ريبال كمتحدث باسم العائلة.
ولكنه لم يسلك طريقا في السياسة رغم مواقفه المؤيدة للغرب، فحياة العائلة في دمشق لن يختارها أي رجل عاقل، وفق قوله.
وقال ريبال: “الحقيقة حول محاولات مخلوف الخروج للعلن يمكن اكتشافها لاحقا، عندما نعرف إن كان سيظل حيا أو سيصير ميتا”.
وبحسب الصحيفة، فإنه “من غير المحتمل أن يكون مخلوف مرشحا جادا للسلطة، خاصة أن ثروته شوهته. وبعيدا عن فساده وعلاقته المزعومة مع تجارة المخدرات، فإن ابنه محمد أخذ في الفترة الأخيرة باستخدام انستغرام للتباهي بالثروة والسيارات الرياضية وطائرة خاصة، ونشر صوره في دبي حيث يعيش على انستغرام”.
واعتبرت أن خلاف العائلة ليس دليلا على ضعف بشار الأسد، فقد نجا والده من معارضة رفعت الذي كان يقود فرقة في الجيش. وهناك من يعتقد أن ثقة الرئيس في تحدي حامل حقيبة مال النظام والروس أيضا دليل على شعوره بالأمن.
في حين نقلت عن ريبال قوله: “هذا زيف كله، وإذا لم يضعوا مخلوف في السجن، فسيكون كل هذا تمثيلا”.