قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيجدد خلال زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء المقبل، مواصلة وقوف بلاده بقوة إلى جانب الحكومة الديمقراطية في تركيا ودعمها.
وأضاف أرنست خلال المؤتمر الصحفي اليومي في البيت الأبيض، يوم الإثنين، أن “زيارة بايدن ستكون قبل كل شيء مؤشرًا للدعم القوي الذي تبديه الولايات المتحدة للحلفاء في تركيا”. مشددًا أن الإدارة الأميركية أدانت بشدة المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقال: “الولايات المتحدة تدعم بقوة الحكومة الديمقراطية في تركيا بشكل لا لُبسَ فيه”، مشيرًا أن بايدن سيعرب خلال الزيارة عن دعم الإدارة الأميركية للخطوات التي اتخذتها تركيا في إطار المساهمة بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وتقديرها لتلك المساهمة.
وحول إعادة متزعم تنظيم الكيان الموازي، فتح الله غولن، أشار أرنست، أن قرار إعادته إلى تركيا ليس بيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأضاف أن مسؤولي وزارة العدل الأميركية ينسقون بشكل مكثف مع نظرائهم الأتراك، وأنهم سيجرون خلال هذا الأسبوع زيارة إلى تركيا لمعاينة المعطيات التي سلمتها تركيا لوزارة العدل “لكن قرار التسليم في نهاية المطاف لن يكون قرار الرئيس الأميركي”.
وحول القصفت المدفعي الذي نفذته القوات المسلحة التركية يوم الإثنين، ضد أهداف لتنظيمي “داعش” و”ب ي د” الإرهابيين شمالي سوريا، قال المتحدث باسم البيت الأبيض أنه لن يدلي بأي تعليق حول هذه العملية، لكن أكّد في الوقت نفسه أن “الإدارة الأميركية تقف إلى جانب تركيا التي تكافح جميع أشكال الإرهاب وتدعمها”.
وتابع أرنست: “إن التهديدات الإرهابية والمتطرفة التي تواجهها تركيا حقيقة واقعة. إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات عديدة من أجل دعم حليفتنا تركيا في هذا الصدد، وقد اقترحنا على الحكومة التركية تقديم دعمًا إضافيًا لها، خصوصًا بعد الهجوم الأخير (الذي وقع السبت الماضي بمدينة غازي عنتاب). وإن ما سبق سينقل رسميًا خلال الزيارة التي سيجريها بايدن لتركيا”.
وفي سياق متصل، قال إرنست إنه يتعين على موسكو أن تُغير من استراتيجيتها في سوريا، مشيراً أن الدعم العسكري الروسي للنظام السوري، “عمّق الأزمة في البلاد”.
وأشار أنه من الصعب تصديق أن الحكومة الروسية تُحارب تنظيم “داعش” والجماعات المتشددة الأخرى، مبيناً أن سياسات موسكو تجاه سوريا، كانت منذ البداية مخالفة للأحداث في البلاد.
وأردف إرنست تعليقاً على استخدام روسيا لقاعدة عسكرية إيرانية لضرب أهداف في سوريا بالقول، “إن العديد من السياسيين الأمريكيين وفي مقدمتهم الرئيس أوباما، أكدوا أن تدخل موسكو في الحرب في سوريا، سيضر بالجهود المبذولة للحل السياسي في سوريا”.
وشهدت مدينة غازي عنتاب التركية السبت الماضي، هجوماً إرهابياً استهدف حفل زفاف، أسفر عن 54 قتيلا، وإصابة العشرات بجروح، حالات بعض منهم خطيرة، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن المؤشرات الأولية تشير إلى ضلوع تنظيم “داعش” الإرهابي بالهجوم.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
الأناضول