غير مكترثة باللاءات التركية، تواصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري؛ وضع خططها العسكرية لبدء معركتها الجديدة على مدينة الباب شرق حلب، منتشية بسيطرتها على مدينة منبج من يد تنظيم الدولة قبل أيام، بدعم أمريكي جوي وبري.
ويأتي هذا في الوقت الذي دخلت فيه الفصائل المقاتلة في سباق محموم للسيطرة على المناطق المحاذية للشريط الحدودي التركي في محافظة حلب، حيث وصل الثوار إلى مشارف بلدة الراعي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، في محاولة منها لتثبيت حضورها العسكري، في منطقة تتحرك على صفيح ساخن.
ومن أولى بوادر هذه الخطط، ظهرت من خلال إعلان الوحدات الكردية؛ عن تشكيل “مجلس الباب العسكري” قبل يومين، الذي سيقود المعارك المزمعة في المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وهو ما بدا واضحاً كسيناريو مشابه لما حصل في منبج، قبل السيطرة عليها.
لماذا الباب؟
وكان الإعلان عن معركة منبج قد جاء بعد تجميد معركة الرقة (معقل التنظيم الأهم في سوريا) إذ من غير الممكن عسكرياً، كما جاء في تقرير صادر عن مركز أسبار للدراسات والبحوث، استئناف معركة الرقة – على أهميتها – مع بقاء طريق إمداد ثانوي للتنظيم يربط الرقة بمناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب، تشكل مدينة منبج عقدته الرئيسية، كما مدينة الباب أيضاً.
وضمن قراءة التقرير الذي جاء بعنوان “خيارات قوات سوريا الديمقراطية.. ما بعد السيطرة على منبج”؛ للوضع العسكري، فإن التوجه نحو بلدة جرابلس ذات الأهمية الكبرى لكل من الوحدات الكردية وتركيا، والواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات، قد يضع قوات سوريا الديمقراطية بمواجهة مباشرة مع تركيا، إذ تعني السيطرة عليها المرحلة الأخيرة من وصل مناطق الإدارة الذاتية الكردية في الرقة والحسكة بمدينة عفرين في حلب، ما يعني إقامة “كيان كردي”، ولذلك يرى التقرير أن هذا الخيار “مستبعد”.
ومن المرتقب، وفقاً للتقرير الصادر في 13 من الشهر الجاري، أن تنطلق العملية العسكرية التي تهدف إلى السيطرة على مدينة الباب؛ من محورين، أحدهما من محيط منبج، والثاني من ريف حلب الشمالي، انطلاقاً من قرية “أحرص” التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
وفي السياق ذاته، تحدثت صحيفة “العربي الجديد” عن تفاهم روسي – تركي، تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا أخيرا؛ يقضي بمنع تمدد القوات الكردية إلى بلدة جرابلس، التي تعتبر “خطاً أحمر تركياً”.
المعارضة تتخبط
وإلى حين وضوح المخطط لمعارك مدينة الباب، شنت قوات الثوار هجوماً عسكرياً الاثنين؛ على معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب، بهدف السيطرة على بلدة الراعي الواقعة على الشريط الحدودي التركي، إلى الشرق من مدينة أعزاز.
وأعلنت فصائل الثوار عن سيطرتها على صوامع الحبوب في البلدة، في حين أن استكمال السيطرة على البلدة يعني أن الطريق بات مفتوحاً أمام الفصائل للوصول إلى بلدة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
من جهته، تحدث قيادي عسكري في الفصائل المقاتلة عن “فشل” الفصائل في السيطرة على البلدة، مشيراً إلى اشتراك أكثر من 1200 مقاتل من الفصائل في المعركة.
وقال القيادي العسكري الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ”عربي21“، إن “المعارضة تعيد أخطاء السابق.. إذ لا بد من العمل العسكري على قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي يسيطر عليها التنظيم في العمق، قبل العمل العسكري على بلدة الراعي”، وفق قوله.
وحول رؤيته لمعارك مدينة الباب المقبلة، قال القائد العسكري ذاته: “للوحدات (الكردية) مع التنظيم جبهة مشتركة في ريف حلب الشمالي، تمتد على مسافة 8 كيلومترات، وهي مصنفة على أنها جبهة باردة”، مضيفا: “قد تكون هذه الجبهة منطلق عمليات الوحدات القابعة في عفرين تجاه مدينة الباب”.
وبموازاة المعارك التي تدور، ذكر نشطاء أن الوحدات الكردية في مدينة عفرين، تقوم بعملية تجنيد واسعة في مدينة عفرين والقرى المجاورة لها، تمهيداً، كما يبدو، للإعلان عن تحركات عسكرية قادمة ضد التنظيم.
عربي 21 – مصطفى محمد